اللـــــــثام
من الظواهر الغريبة في بلادنا السعودية أن بعض الرجال يحرصون على وضع اللثام دون داع لذلك، خاصة أثناء السفر على الطرق الطويلة، فترى الرجل (يطق اللطمة) بينما هو على طريق إسفلتي وفي سيارة مكيفة مغلقة لا يدخلها الغبار ولا الهواء. ومن العجائب أيضاً ما قرأته أن الرجال من قبائل الطوارق في شمال أفريقيا يضعون اللثام طوال الوقت، بعكس النساء اللواتي لا يكلفن أنفسهن عنا ذلك. وربما أن بعض القراء الكرام لديهم تفسير لبعض هذه الظواهر.
أما الشاعر الذي قال:
طق اللثام ولا تبين لحساد
لا تخلي كل عين تراها
في شفته جمر حمر فيه وقاد
بيني وبين الموت معسول ماها
فهو يبرر دعوته تلك (لوضع اللثام) بكونه لا يريد أن يتمكن أي شخص آخر من رؤية شفتي صاحبته، اللتين تشبهان الجمر في لونهما وتماثلان العسل في طعمهما. وهو هنا يطلب من محبوبته أن تسدل اللثام على تلك الشفاه، ليس شفقة على الآخرين من الاحتراق أو من ارتفاع منسوب مرض السكر لديهم (بسبب زيادة حلاوة العسل)، وإنما خشية من أن تتعرض صاحبته لعيون الحاسدين، أعاذنا الله وإياكم منهم ومن عيونهم.
وأخيراً فقد سمعت أن بعض "الصبايا" و"المتصابيات" يتفنن في طريقة وضع اللثام، سعياً منهن للفت نظر الغافلين من الرجال والولدان، وفتنتهم. وهذا يبرر قول شاعر آخر:
خلي إلى منه نوى ذبحة لي
أرخي المليثم لين تظهر شفاياه
وتفسير البيت أعلاه (لغير المهتمين بالشعر الشعبي) هو: "كلما أراد خليلي أن يذبحني فإنه يميط اللثام عن شفتيه"!