دائرة القتل تتسع
يومًا بعد يوم. وتزداد دموية جهاد الذي لا يتردد لحظة في قتل أو إيلام من
يقف في طريقة، في سبيل الانتقام من جودت، وسرقة الأغوية منه.
وبعد أن يقتل جهاد مأمون ابن قبيلته بلا ذنب سوى الرغبة في إخفاء آثار
جريمته واختطافه سيلا؛ قتل أبرياء من أهل قريته في حادث حريق مفتعل في مصنع
سيلا، ولم ترف له عين، بل سعى إلى إقناع والده بأنه على صواب.
وتمادى جهاد في دمويته، حتى إنه ألقى زياد من أعلى جبل بعد كشف زياد سر
العلاقة المشبوهة التي تربط جهاد بالسيدة أسما زوجة قريب سيلا.
قسوة جهاد المفرطة حادت به إلا قتل عدد من المحيطين به معنويًّا أيضًا؛
فطرد زوجته التي تعشقه في صمت "سلمى"، وقسا عليها وهجرها مدة طويلة هي
وأولاده، بلا إثم تقترفه غير أنها أحبته وأخلصت له وأطاعته.
هذا الطرد الذي اعتبرته سلمى حكمًا بالإعدام، جعلها تلجأ إلى إنهاء حياتها،
فتعاطت أدوية بجرعة زائدة؛ ما وضعها في حالة خطيرة بين الحياة والموت.
ومعنويًّا أيضًا، تعامل جهاد بقسوة قاتلة مع جميع العمال "الشغيلة" الذين
توجهوا للعمل في مصنع سيلا الذي يمنحهم كرامة ويعاملهم بعدالة، فعاملهم كما
لو كانوا عبيده؛ الأمر الذي شعروا معه بظلم كأنهم مطعونون في صدورهم.