رغم مرضهم، يرفض بعض الأشخاص التخلي عن ممارسة شعائر الصوم في شهر رمضان
الكريم. فهل يمكن للصوم أن يؤثر على صحتهم بشكل سلبي؟ يختلف ذلك بين مريض
وآخر، بحسب نوع المرض... لهذا فإنّ مَن يرغب في صوم شهر رمضان المبارك رغم
مرضه، يتوجب عليه مراعاة بعض الأمور.
وينصح الطبيب أحمد جبرون، أخصائي أمراض القلب في المستشفى الكندي
التخصصي في دبي: "قد تكون للصوم آثار سلبية على مَن يعانون من أمراض القلب
والأوعية الدموية أو الكُلى أو المعدة أو الأمعاء". ويضيف جبرون أنه على
الرغم من إمكان الصوم مع الإصابة بمثل هذه الأمراض، إلا أنه قد لا ينصح به
من الناحية الفسيولوجية، خصوصاً لدى كبار السن من المرضى.
لكن هناك دائماً مرضى يصرون على الصوم. وينصح الدكتور جبرون هؤلاء بإجراء
فحوصات طبية قبل شهر الصوم الكريم وخلاله. ويوضح أخصائي أمراض القلب: "من
الضروري أن يتحدث هؤلاء المرضى مع طبيب يشرح لهم مدى أهمية متابعة حالتهم
الصحية ومواءمة جرعة الدواء".
ويتعين على المرضى أن يولوا أهمية كبيرة لتناول كمية كافية من المواد
الغذائية والسوائل بين الإفطار والسحور. ويشير الدكتور جبرون إلى أن هذا
الأمر يحتاج إلى تخطيط مدروس بعناية. ويوضح أنّ "تناول كمية كافية من الماء
والعصائر بين الإفطار
والسحور يعد أمراً هاماً للتخلص من سموم الجهاز الهضمي ولتجنب التعرض للجفاف".
كما ينبغي عدم تناول المشروبات المحتوية على مادة الكافيين وتناول
الأطعمة الدسمة بكميات كبيرة. ويؤكد الدكتور جبرون أنّ المرضى الذين تتسم
حالتهم الصحية بالاستقرار نسبياً يمكنهم عموماً أن يصوموا بشكل آمن مع
إجراء تعديلات قليلة على أسلوب حياتهم.