انضمت السعودية نجلاء حريري إلى قائمة النساء اللاتي قدن سياراتهن في
شوارع المملكة، ورصدت كاميرا "صباح الخير يا عرب" نجلاء وهي تتجول بسيارتها
في شوارع جدة. ويثور جدل كبير في المملكة حول أحقية المرأة في قيادة
سيارتها، وهو ما يمنعه القانون حاليا.
وذكر تقرير لتهاني الجهني يوم الأربعاء 14 سبتمبر/أيلول أن نجلاء قادت
السيارة 12 مرة، وتم توقيفها مرة واحدة من قبل ضباط المرور، وقالت: لم أجد
أي استغراب ممن شاهدوني أقود سيارتي لتوصيل ابني للمدرسة بعد غياب السائق،
وفي المرة التي تم اعتراضي عاملني الضباط بمنتهى الاحترام، وأبلغني أحدهم
بأن هناك تعميما شبه رسمي بعدم إيقاف المرأة التي تقود السيارة.
والتقت كاميرا البرنامج بمنال الشريف التي تم إيقافها 5 أيام على ذمة
التحقيق بسبب قيادتها السيارة، وشهدت مساندة كبيرة على شبكات التواصل على
الإنترنت.
وقالت: "كان من الممكن أن يمر الأمر دون إيقافي، ولكن الموضوع توسع بعد أن
استدعى مواطنٌ الهيئةَ عندما شاهد رجال المرور يوقفونني، ورغم أني كتبت
تعهدا على نفسي؛ إلا أنه تم استدعائي بعد أن كتبت الهيئة تقريرا بما حدث،
وأتصور لو أن بنات بعدي قمن بقيادة سياراتهن مضطرات فسيقتصر الأمر على
المخالفات فقط".
وقال ريان مفتي (مستشار قانوني): إن نظام المرور لم يحدد فصيلة قائد
المركبة. وأشار إلى أن هناك توصيات بدراسة الموضوع من قبل مجلس الشورى، وأن
النتيجة الحتمية ستصل إلى أنه لا ضرر من قيادة المرأة للسيارة.
الخوف من المرأة وعليها
وقال الكاتب الصحفي د. أسامة الحازمي: إن القضية يجب ألا تؤخذ على أنها
تحدٍّ من المرأة، بل هي حاجة ماسة، وأتصور القضية أكبر من ذلك، الحقيقة
أنها قضية المرأة نفسها، والخوف منها وعليها.
وأضاف: لنسمح لمن تريد أن تقود، ومن تمتنع فهي حرة، لو صدر قانون يسمح
للمرأة بالقيادة فهو بلا شك لا يجبر من لا تريد على القيادة، أما التحريم
فهو يحتاج لدليل، وهناك محرمات قطعا نتفق عليها، وهناك مستجدات فلماذا
نخضعها لحكم ديني؟.
وقال الحازمي: وجود السائق في بيت المرأة أخطر من قيادتها السيارة، أيهما أولى قيادتها وحدها، أم وجودها في خلوة بالسيارة مع سائق؟.
وناشد الحازمي خادم الحرمين الملك عبد الله بما عرف عنه من قرارات جريئة
بأن ينظم قيادة المرأة، مشيرا إلى أن الموضوع أخذ وقتا طويلا وجدلا عقيما.