أصوات الجسم تحدث نتيجة تفاعلات كيمائية يومية
يتعرض كل إنسان فينا إلى مواقف محرجة نتيجة مواقف لا إرادية يُحدثها
الجسم في المكان والزمان الخاطئين. ورغم أنها تسبب الإحراج كالتجشؤ
و"الزغطة" أو حتى طرد الريح، فإنها تبقى جزءًا أساسيًا من الطبيعة البشرية.
وبطبيعة الحال، فإن هذه الأمور المحرجة لها تفسير علمي واضح ويسير يمكننا
من فهمها، ومن ثم التعامل معها وتفاديها عبر الوقاية من مسبباتها.. وإن كان
هذا الأمر مستحيلاً في بعض الأحيان.
وفيما يلي مجموعة من العوارض الصحية التي يتعرض لها كل إنسان مهما علا
شأنه، لأنها في نهاية المطاف مجرد تفاعلات كيمائية وجزء لا يتجزأ من
الطبيعة البشرية.
1- الفواق أو "الزغطة": تحدث "الحازوقة" أو "الزغطة" عندما تتشنج عضلات
الحجاب الحاجز، وعندها تتجمع بعض جزيئات الهواء لتدخل إلى الرئتين محدثة
صوت "هئ". وغالبًا ما تحدث بشكل عارض ولمدة قصيرة، ويندر حاجتها إلى علاج
اختصاصي أو طبيب.
الأسباب:
مفاجأة على غفلة- معدة ممتلئة- مشروبات غازية أو كحولية- الخبز الناشف- مأكولات حارة- التدخين.
سبل الوقاية والعلاج: عبارة عن وصفات منزلية متوارثة على مر السنين. يكمن
السر في رفع معدل ثاني أوكسيد الكربون في الدم وهي على الشكل التالي:
حبس النفس لمدة تتراوح بين 10 إلى 20 ثانية.
التنفس في كيس ورقي لمدة قصيرة.
شرب كوب من الماء مع ثني القسم العلوي من الجسم للأمام.
تناول ملعقة من العسل.
عدم الإكثار من الطعام عند الوجبات.
عنصر المفاجأة (رغم أنه قد يكون السبب أحيانًا في إحداثها!).
2- الريح أو غازات الجسم: رغم أن طرد الريح يشكل إحراجًا كبيرًا بسبب الصوت
والرائحة في آن، فإنه يعتبر أحد وجوه التفاعلات الكيمائية الطبيعية لجسم
الإنسان. وتعتبر عملية طرد الريح وظيفة معوية بديهية ويومية لطرد الغازات
الضارة.
الأسباب:
النتيجة الطبيعية لعملية هضم الطعام؛ حيث تساعد البكتيريا الموجودة في
الأمعاء الغليظة على إنتاج غازات تطرد من جسم الإنسان بمجرد الانتهاء من
الهضم.
ابتلاع الهواء أثناء الطعام أو الشراب وتحديدًا عند تناول "الشوربة"
والمأكولات الغنية بالألياف.
وسائل الوقاية أو العلاج:
يحتاج الجسم يوميًا من 20 إلى 35 جرامًا من الألياف، لذلك لا بد من إدخال
هذه الكمية في الوجبات اليومية بشكل تدريجي؛ منعًا لأية اضطرابات.
تجنب ابتلاع الهواء عند تناول الطعام أو الشراب.
3- الإمساك: يعاني عدد كبير من الناس بين الفينة والأخرى من الإمساك الذي
قد يكون أحيانًا إنذارًا لعوارض صحية خطيرة. وغالبًا ما يكون السبب خلل في
الطعام ونقص في الألياف والخضروات.
تتمحور أسباب الإمساك الرئيسية حول الإقلال من تناول الماء أو نقص الألياف
وقلة الحركة والتمارين الرياضية، أو عند تغيير نوعية الأكل. وأحيانًا يكون
الإمساك عارضًا جانبيًا لبعض الأدوية. ومن الأسباب الثانوية: كسل في وظيفة
الأمعاء أو الحمل أو سرطان القولون.
وعند الإصابة بالإمساك ينصح الأطباء بتناول السوائل وتحديدًا الماء، إلى
جانب الإكثار من الألياف كالخضروات والحبوب. ويمكن تناول عصير الأراسيا
وممارسة الرياضة. وعند الحالات المستعصية يمكن تناول دوء مُليّن. ويستوجب
على الإنسان أن يتوجه إلى الطبيب فورًا عند ملاحظة خروج دم مع الغائط أو
إذا استمر الإمساك لأكثر من أسبوعين.
4- التجشؤ: يعتبر التجشؤ تصرفًا مسيئًا أمام الآخرين في بعض الدول، وتصرفًا
عاديًا في دول أخرى، وعلميًا هو عبارة عن إخراج المعدة بعضًا من الهواء من
خلال الفم.
الأسباب:
ابتلاع الهواء نتيجة الأكل بسرعة أو عند تناول الشوربة
تناول المشروبات الغازية.
حساسية ضد بعض المأكولات.
احتباس السوائل نتيجة خلل هورموني.
بعض الأدوية.
سبل المنع:
عدم شهق الهواء عند تناول الأطعمة.
تجنب تناول الأطعمة التي تلاحظ تسببها بالتجشؤ الزائد.
ابتعد عن المشروبات الغازية.
5- الإسهال: يتسبب الإسهال بإرهاق الجسم وإتعابه في فترة زمنية قصيرة يشعر
فيها الإنسان بعدم استطاعته عن الخروج من المنزل، والابتعاد عن مكان يتوافر
فيه المرحاض.
من أهم مسبباته التهابات بكتيرية أو فيروسية، أو بعض المأكولات الضارة أو
حتى تغيير نوعية الطعام، كما تتسبب بعض الأدوية أحيانًا بالإسهال.
لا يوجد علاج محدد للإسهال، والحل الوحيد هو ترك الجسم ينظف نفسه والراحة
في المنزل، إضافة إلى تناول السوائل وتحديدًا الماء، نظرًا لكمية الماء
الكبيرة التي يخسرها الجسم. وينصح بالابتعاد عن المأكولات الغنية بالألياف
والدهون. وينصح بمراجعة الطبيب عند الشعور بالدوخة أو الصداع، أو عندما
يصبح لون البول غامقًا.