مؤتمر "الصحة الإنجابية" يجيز بنوك الألبان الطبيعية
أجاز مؤتمر الصحة الإنجابية الذي يعقد في مصر استخدام بنوك ألبان
الأمهات في إرضاع الأطفال الذين تعاني أماتهم من أمراض تحول دون حقهم في
الرضاعة الطبيعية، ولكنه طلب مراعاة الضوابط الشرعية عن إنشاء تلك البنوك.
وقال الدكتور السيد زايد -مدير مجمع الديري الإسلامي- إن المرأة التي ترفض
إرضاع طفلها طبيعياً خوفاً على جمالها ومن ترهل ثدييها، آثمة، وأكد خلال
الجلسة الرابعة لمؤتمر الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة الذي يعقد حالياً فى
معهد التدريب والصحة الإنجابية فى الإسكندرية، أن هناك بعض الأطباء يسعون
إلى إنشاء بنوك للألبان الطبيعية يتم استخدامها للأطفال الرضع فى حالة
إصابة الأم بأي مرض يعوقها عن الرضاعة الطبيعية.
وأشار -في تصريحات لصحيفة المصري اليوم السبت 1 أكتوبر/تشرين الأول 2011م-
مشيراً إلى أن ذلك يجوز، لكنه سيؤدي إلى كثرة الإخوة فى الرضاعة. وقال: لا
بد من وضع ضوابط الشريعة الإسلامية عند إنشاء مثل هذه البنوك.
خلال عقد السبعينيات من القرن العشرين، ظهرت في الولايات المتحدة وبعض
الدول الأوروبية فكرة بنوك حليب الأمهات الطبيعية، بعد أن انتشرت من قبل
مجموعة من البنوك، مثل بنوك الدم، وبنوك القرنية، وبنوك المني وبنوك
الأعضاء.
وتتلخص فكرة بنوك حليب الأمهات في جمع اللبن من أمهات متبرعات (أو بأجر)
يتبرعن بشيء مما في أثدائهن من اللبن، إما لكونه فائضا عن حاجة أطفالهن،
وإما لكون الطفل قد توفي وبقي في الثدي اللبن.
ويؤخذ هذا اللبن بطريقة معقمة من المتبرعة، ويحفظ في قوارير معقمة بعد
تعقيمه مرة أخرى في بنوك الحليب. ولا يجفف هذا اللبن، بل يبقى على هيئته
السائلة حتى لا يفقد ما به من (مضادات الأجسام) التي توجد في اللبن
الإنساني، ولا يوجد مثيلها في لبن الحيوانات مثل الأبقار والجواميس
والأغنام.
وأثارت هذه الفكرة وقتها جدلا متجددا هو المحاذير التي مراعاتها قبل إنشاء
تلك البنوك وأهمها الضوابط الشرعية والدينية في المجتمعات الشرقية، وذلك أن
جمع اللبن من أمهات متعددات وخلطه، ثم إعطائه الأطفال يؤدي إلى عدم معرفة
من النساء أرضعن من الأطفال؛ فإذا حدثت الجهالة فقد يؤدي ذلك إلى أن يتزوج
الأخ أخته من الرضاعة، أو خالته، أو عمته، والرسول صلوات الله عليه يقول:
يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب.
ومن ناحية أخرى، فإن بنوك اللبن حتى في البلاد المتقدمة تواجه مشاكل تقنية
منها أن كلفتها عالية جدا، وأن اللبن المتجمع يتعرض إما لإصابة
بالميكروبات، وإما لفقدان بعض خصائصه وميزاته، نتيجة تحلل المواد الموجودة
فيه، مع تقادم الزمن.