الأغلبية وصفت قرار اللاعبة التونسية بالشجاع
رفضت اللاعبة التونسية وبطلة إفريقيا في رياضة المبارزة بالسيف عزة
بسباس مبارزة منافستها الإسرائيلية ناعومي ميلس، خلال مباراة الدور النهائي
لمونديال كاتانيا (جنوب ايطاليا) للمبارزة الذي ينتهي منتصف شهر
أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وفرطت عزة بسباس في التتويج بالميدالية الذهبية، ونيل لقب بطولة العالم،
عندما قررت الانسحاب من المباراة بطريقة تجنبها العقوبة من قبل الاتحاد
الدولي للمبارزة بالسيف.
وكانت البطلة التونسية في رياضة المبارزة، عزة بسباس -22 عاما- وبعد وصولها
للدور النهائي وقفت بلا أية حركة فوق منصة المبارزة أمام اللاعبة
الإسرائيلية، كإعلان واضح لمقاطعة الرياضيين الإسرائيليين، وفي الوقت نفسه
تجنب أي قرار من قبل الحكام قد يدينها لهذه المقاطعة، ويتسبب لها في عقوبة
الشطب في مسابقات أخرى.
وبهذا القرار فرطت عزّة بسباس في إمكانية إحراز الميدالية الذهبية؛ التي آلت للمنافسة الإسرائيلية "ناعومي ميلس".
ولقيت الواقعة أهمية وردود فعل بالحملة على الإنترنت، وعلى موقع الفيس بوك،
وأشاد كثيرون بهذا القرار الشجاع والجريء لعزة بسباس، في حين رأت أقلية
أنه لم يكن مبررا وأنه كان على المبارزة التونسية أن تتقدم للمباراة، وتهزم
منافستها الإسرائيلية وتؤكد مكانة المبارزة العربية.
ووصف رئيس اتحاد الإيطالي للمبارزة ونائب رئيس الاتحاد الدولي، جورجو
سكارسي، الواقعة بـ"الإشارة غير اللطيفة"، معبّرا عن آماله في "أن يكون
الحادث معزولا ولا يؤدي لتصلب المواقف، الشيء الذي لن يكون مفيدا للرياضة".
وقال جورجو سكارسي: "ربما تكون عزّة بسباس قد نفذت الأوامر التي تلقتها،
ولكنها لم تنفذها بطريقة جيدة، ومن ثم خسرت المباراة وحصدت أسوأ ترتيب،
عموما لا يمكن اعتبار مثل هذه التصرفات تحديا جديدا في عالم الرياضة".
وأوضح قائلا: "لا يمكن للاتحاد الدولي فعل الكثير في مثل هذه الحالات؛ لأنّ
لوائح الاتحاد الدولي للمبارزة تنصّ على أنّه في حال عدم حضور رياضي
للمنصة يستبعد من المباراة.. عزة بسباس لم تنسحب ولكنها وقفت دون حركة؛
كطريقة ذكية، ولكنها غير لطيفة لمقاطعة لاعبة إسرائيلية".
من جانبها اعتبرت صحيفة "لاستامبا" الإيطالية أن "على إسرائيل أن تكتشف الحدود الجديدة في المقاطعة الرياضية".
وليست هذه هي المرة الأولى التي تشهد مقاطعة رياضيين عرب أو مسلمين
لمنافسيهم الإسرائيليين، تعاطفا مع الشعب الفلسطيني، ورفضا للاعتداءات
الإسرائيلية المتكررة على الفلسطينيين.
وخلال الأسبوع الماضي رفضت مصارعة الجودو الجزائرية مريم موسى خوض المباراة
التي كان من المقرر أن تجمعها بالمصارعة الإسرائيلية "شاهار ليفي"، ضمن
بطولة العالم التي دارت وقائعها بالعاصمة الإيطالية روما.
وامتنعت مريم موسى عن الحضور إلى فترة تقديم المتنافسين، والتحقق من وزنها
قبل انطلاق المواجهة، وتمّ إقصاؤها من الدورة، كما أنها ستكون مهددة
بعقوبة قاسية قد تحرمها من التأهل إلى الألعاب الأولمبية المقبلة المقرر
إجراؤها بالعاصمة البريطانية لندن في صيف 2012م.