الخيانة الإعلامية
بعد أن تنظر نظرة تحليلية ودقيقة إلى تاريخ الإعلام العربي والعالمي تجده في الغالب ان لم نقل دائما يناقض مبادئ الإعلام الحقيقي المنصف وثوابته وكأنما وجد لقلب الموازين الإعلامية فنراه دائما إلى جانب الظلم والظالم ونجده وفي كل حين يبذل جهده في الترويج والتزويق لأعمال الطغاة على مر العصور حيث انه يُلبس أعمالهم الفاسدة الثوب الأبيض الناصع ويطرز معالمه السيئة بألوان الحرية والديمقراطية والسلمية ويُري الناس منه مرأى البراءة والصدق والإخلاص وطبعا هذا العمل ليس لأجل سواد عيون الظالم وإنما بتوجيه من الظالم وتحفيز اما بالترهيب والتخويف او الترغيب بالمال وإعطائه بعض المناصب الزائلة وفي نفس الوقت الذي يرغب ويرهب فيه الظالم الإعلام والإعلاميين يتفاعل معه الأخير تفاعلا ايجابيا وهذا يرجع لعدة أسباب منها ان البنية التحتية للإعلام وكوادره لا تمتلك القواعد والمبادئ الحقيقية التي تمكنه من تخطي هذه العقبات والآخر ان الخوف والتمسك بالحياة اجبره على قبول العرض وفي كلتا الحالتين تقع الخيانة من قبل الإعلام للجهة التي كلفته المهنة الإعلامية بالدفاع عنها وبهذا يكون الإعلام قد انحرف عن جادة الطريق التي رسمها على أساس المبادئ الإنسانية و الذي لا يخفى على العاقل ان هذا الانحراف يتطور مع تطور الزمن من خلال ممارسته للمكر والخداع والخيانة ومواجهته للوطنيين فنرى اليوم ان الإعلام قد خان الشعوب والجماهير خيانة عظمى فقد غطى على انتفاضاته وحرف بعضها وقتل الأخرى ففقد مصداقيته وثقته عند من يتأملونه فها هو يغطي على أبشع الجرائم التي ترتكب في العراق من قبل الحكومة والاحتلال الفاسد بل يجعل في وجودهم وبقائهم الحل والعلاج للشعب نعم فقد صمت وخرس الجميع من الفضائيات والإذاعات وباقي الوسائل أمام تصريحات الاحتلال بل الأتعس من ذلك ذهب يبحث عن الأدلة والبراهين والمؤيدات من اجل تثبيت هذه التصريحات التي تصدر من الاحتلال البغيض لماذا ومن اجل ماذا من اجل حفنة دولارات من اجل هذه الدولارات باع شعبه ووطنه الذي ولد وترعرع وتربى فيه واكل وشرب من خيراته ، باع أناسه وأهله الذين كانوا يأملون منه الخير وإيصال أصواتهم وأقرب دليل على ذلك سكوت بعض الوسائل الاعلامية عن التظاهرات التي خرجت بأمر المرجع الصرخي الحسني في يوم الجمعة 30/9/2011 وتكررت في جمعتين لاحقتين اين الاعلام من هذه الحقيقة ونحن في وقت يحتاج لمثل هكذا مظاهرات تبين رفض الشارع العراقي للاحتلال البغيض في حين تتعتقد بعض البلادان باننا خانعون وساكتون عن الاحتلال بل يعتقدون باننا جبناء وهذا ينبئ بخطر اكبر حيث سيسكت الاعلام عن كثير من الانتفاظات في هذا البلد المحتل كما سكت من قبل.
منقول: للصحفي كرم الطائي