مطاعم تمنع دخول النساء بدون محرم









شكت سعوديات من منعهن دخول مطاعم سعودية بلا محرم، واعتبرن أن ذلك
المنع لا مبرر له، واستنجدن بمسلسل "طاش ما طاش" الذي ناقش قضية المحرم
ومشكلاتها بموضوعية، حسب وصفهن.
ومن المعروف أن فتاوى عدة تمنع "سفر النساء بدون محرم"، تقابلها فتاوى أخرى
"تبيح السفر بدون محرم". وكلا الفريقين "الرافض والمؤيد" يقدم أدلة تؤيده،
لكن ما يلفت الانتباه أخيرًا هو تمدُّد هذا المنع حتى بلغ منع دخول النساء
مطاعم بلا محرم، بدون مبرراتٍ لهذا المنع، ولا ذكر الجهة التي أصدرته،
حسب صحيفة "الحياة".
حيث تتصدر مداخل مطاعم ومقاهٍ عائلية، لوحاتٌ تنبه على منع دخول النساء بلا
محرم، وهو ما يدفع في الرأس مئات من علامات الاستفهام حول الجهات التي تقف
وراء هذا المنع، أم أن القرار اجتهاد شخصي محض لعاملين في المطاعم أو ملاك
لها؟!
وقالت "أم ندى" (مطلقة ولديها 5 بنات ولم تنجب ذكورًا) تسأل "صحيفة
الحياة" :"من أين آتي بمحرم؟! هل يتوجب عليَّ أن أستعيره من الجيران
مثلاً؟!".
وأضافت: "أمر محزن أن تظل تلك "اللوحات التحذيرية" معلقة وليس في الشرع ما
يوجب تعليقها". وتطرح سؤالاً آخر: "كيف ستكتشف إدارة تلك المطاعم هوية
المحرم وصلة قرابته بالمرأة؟! فهل كل مَن كانت برفقة رجل سيكون بالضرورة
محرمًا لها؟!".
صفاء الموظفة بإحدى الشركات تقول إن "كثيرًا من المسلسلات تطرقت إلى هذا
الموضوع وناقشته بموضوعية، مثل مسلسل "طاش ما طاش"، كما أن كثيرين ممن
شاهدوا تلك المسلسلات تبيَّن لهم أن ذلك المنع لا مبرر له"، مشيرةً إلى
أنها سبق أن ذهبت مع زميلات لها للغداء في مطعم، فرفض المطعم استقبالهن
بحجة أنهن بلا محرم يصحبهن.. "كان ذلك أكثر من مرة، وفي أكثر من مطعم".
وأضافت: "إننا -كغيرنا ممن لديهن وقت دوام طويل يمتد إلى ما بعد العصر
وأحيانًا إلى المساء- نضطر في الساعة المخصصة للراحة في عملنا إلى الخروج
لتناول الغداء ثم العودة إلى العمل، لا سيما أن مقر عملنا لا يوفر لنا
الطعام؛ لذا نطلبه أحيانًا من مطعم قريب يوفر خدمة توصيل الطلبات. وفي
أحايين كثيرة يعتذر المطعم عن عدم التوصيل بحجة عدم توفر سيارة للتوصيل،
فنضطر إلى الذهاب إليه بأنفسنا".
أما جواهر (طالبة جامعية) فترى أن من حقهن دخول أي مكان متاح للعائلات، بغض
النظر عن حاجتهن الماسة إلى الدخول من عدمه، وأن ما يسري على العائلة التي
معها محرم أو أبناء ذكور يفترض أن يسريَ على النساء أيضًا؛ لأن ذلك حق لهن
يكفله الدين والعادات والعرف الاجتماعي.
وعلى النقيض منها، تؤكد حليمة "ربة منزل" أن "ذلك المنع لا يؤثر كثيرًا"،
وأن المطعم سيخسر إقبال المؤمنات بحقهن في الدخول كغيرهن ممن كانت برفقة
محرم، لافتةً إلى أن ذلك المنع "ربما يكون لأجل الحد من خروج الفتيات بدون
علم أهاليهن".
وفي استطلاع لرأي عامل بفرع من فروع مطعمٍ يمنع دخول النساء، قال
لـ"الحياة" إن اللوحة المعلقة "شكلية فقط. وإذا حضرت إلى المطعم امرأة
بمفردها أو نساء بدون محرم فإننا لا نرفض استقبالهن، بل نسمح لهن بالدخول
مثل بقية الزبائن"، مضيفًا أن تلك اللوحات موجودة منذ افتتاح المطعم، وأنها
على الأرجح قد تكون معلقةً بأمر من صاحب المطعم نفسه، لا بأمر من البلدية
أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مشيرًا إلى أن المطاعم المجاورة
تضع اللافتة نفسها؛ شأنها شأن بقية المطاعم، سواء في مدينة الرياض أو
غيرها.