هند صبري دانت الهجوم على عميد كلية آداب في تونس
عبرت الفنانة التونسية هند صبري -في صفحتها على فيس بوك- عن قلقها من
السلوك الذي مارسه بعض المنتمين للتيار السلفي في تونس، عندما قاموا
باحتجاز عميد كلية الآداب بضاحية "منوبة" للسماح لمنتقبات بإجراء
الامتحانات والفصل بين الإناث والذكور في الفصول، وإقامة قاعة للصلاة في
الحرم الجامعي.
وتداولت الصحف التونسية هذه الواقعة التي استمرت حتى ساعات متأخرة من مساء
الإثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني، وهو الأمر الذي وصفته الفنانة التونسية
بأنه "فعل بربري ومشين وضد الديمقراطية".
وقالت للمنتمين لهذا التيار: "ألا تحترمون العلم الذي جعل من تونس البلد
الأكثر تقدما في المنطقة؟ ألا تحترمون آباءكم وأمهاتكم الذين ربوكم في كنف
التقاليد واحترام الآخرين دون نقاب ودون فصل بين الرجال والنساء".
واعتبرت هند أن هذا السلوك ضد "العلم والتسامح"، وهما سلاح تونس الاجتماعي،
واستطردت: "بماذا تقترحون استبدالهما؟ أي مشروع مجتمعي رجعي في العالم نجح
في تأسيس مجتمع صحي من الباطن، كما في الظاهر لكي يغريكم بهذا الشكل؟
ولمصلحة من؟ استقيموا يرحمكم الله!".
وتفاعل مع هذا التعليق الغاضب للفنانة التونسية كثير من أعضاء صفحتها على
فيس بوك، حيث اكتفى بعضهم بمشاركتها الغضب، بينما اهتم البعض الآخر باقتراح
الحلول، وقدم فريق ثالث تفسيره لحدوث مثل هذه الواقعة.
من بين من شاركوها الغضب العضو "راجي تاياهي، إذ قال: " فعلا تصرف بربري مشين لا يمت للإسلام بصلة...".
وتوقعت "رونا وجدي" أن تشهد المنطقة كلها وليس فقط تونس مثل هذه الحوادث في
الفترة المقبلة، معزية ذلك إلى ما وصفته بـ "رغبة التيارات الإسلامية في
فرض سيطرتها وتعويض سنين الكبت السابقة".
وفي محاولة لاقتراح الحلول نادى العضو "جوجو الجيار" بـ "استيعاب
الإسلاميين" كوسيلة لتجنب مثل هذه الحوادث، وقال: "لازم يحصل ذوبان مع
الإسلاميين بأية طريقة كانت واحتضانهم ونلاقى أرضية مشتركة؛ لأنهم بردو جزء
لا يستهان بيه وشريحة ماخدتش حقها فى التعبير فترة طويلة جدا وهما بني
آدمين يعنى مش مخلوقات فضائية".
من ناحيتها، عبرت العضوة "مروة عبد الحميد" عن عدم رضاها عن فرض النقاب
بالقوة، لكنها تعترض على أن انتقاد فكرة ارتدائه، وقالت لهند صبري: "أنا
معك في كل ما قلتيه أخت هند ولا أحبذ الفصل ولا فرض النقاب ولا هذه الأفكار
القادمة لنا من دول أخرى، لكن كلمة استقيموا التي قلتيها في نهاية تعليقك
ليست في محلها لأنهم لا يطلبون شيئا مخالفا للأخلاق، فالنقاب أو الحجاب ليس
عيبا، ولكن الكارثة أن يفرض بالإجبار".
واستطردت: "الأصح من استقيموا أن تقولي توسطوا مثلاً، فخير الأمور الوسط،
فكلنا نريد دول وسطية معتدلة عادلة.. ولا نريد التشدد، فلن ينتج منه سوي
انفلات أخلاقي مكبوت ونحن نعلم ماذا يحدث في أغلب الدول المتشددة.. اللهم
أخرجنا من هذه الأزمات على خير".