قضت محكمة جنح قصر النيل بمصر الثلاثاء، بعدم قبول دعوى ازدراء الأديان المقامة ضد رجل الأعمال الملياردير نجيب ساويرس، بعد نشره لصور على صفحته بـ"تويتر" اعتبرها البعض "مسيئة للدين الإسلامي" كونها تظهر الشخصيات الكرتونية الشهيرة، ميكي ماوس وزوجته ميني، بلحية ونقاب.
وأوضحت المحكمة، أن رفضها للدعوى التي تقدم بها مجموعو من الأفراد ضد ساويرس، كان "من غير زى صفة".
وبينما لم يتسن الحصول على تعليق فوري من ساويرس بسبب سفره للخارج لمتابعة أعماله الخارجية، قال المحامي نجيب جبرائيل عضو هيئة الدفاع عنه لموقع CNN بالعربية: "إن هذا الحكم يوضع حد للكثير من الدعاوى التي رفعت ضد بعض الأدباء والفنانين والمثقفين، من غير زى صفة، حيث أوضحت المحكمة أن النيابة أو مجمع البحوث الإسلامية هم فقط من لهم الحق في رفع هذه الدعوة."
وأضاف المحامي جبرائيل، أن هيئة الدفاع عن ساويرس ستتمسك بهذا الحكم أمام المحكمة في دعوتين أخرتين حول نفس الاتهام، إذا ما صدر حكم ضده، منعا لتضارب الأحكام.
وأشار إلى أن هذا قرار المحكمة يمكن أن يستفيد أيضا منه بعض الفنانين، مثل عادل إمام وإيناس الدغيدي والمخرج خالد يوسف، في القضايا المرفوعة ضدهم من غير زى صفة.
من جانبه، قال محامي ساويرس أسامة دنيال، "إن القاضي طبق القانون في ظل غياب أي سوء نية من موكلي."
من ناحية أخرى، أوضح عضو مجلس الشعب والمنتمي للتيار السلفي، المحامي ممدوح إسماعيل، في حديث لموقع CNN بالعربية، "إنه لا يمكن الأخذ بحكم اليوم في الدعوة المحجوزة للنطق بالحكم في الثالث من مارس القادم."
وأضاف إسماعيل، الذي تقدم ببلاغ للنائب العام ضد ساويرس، "هناك إختلاف بين الدعوتين من الناحية القانونية، لاسيما وأن الأولى مرفوعة من غير زى صفة، ولم نكن نعلم عنها شيئا، أما الثانية فتم تحويلها من خلال النيابة ومحجوزة للحكم."
وأدى نشر ساويرس لهذه الصور إلى إثارة التوتر بينه وبين عدد من التيارات الإسلامية والمواطنين الغاضبين العام الماضي، حتى وصلت إلى تدشين حملات ضده، كان أبرزها مقاطعة شركة "موبينيل" مشغل الهاتف المحمول، والتي يمتلك حصة بها، حيث فقدت ما يقرب من 100 ألف عميل نتيجة المقاطعة.
وبادر ساويرس بالاعتذار بعد نشره لهذا الرسم الكاريكاتيري على صفحتيه الخاصتين على موقع تويتر وفيسبوك، وكذلك عبر القنوات الفضائية، وأكد انه لم يكن يقصد الإساءة للإسلام والمسلمين.
وخاض الملياردير المصري العديد من المعارك، منذ دخوله الحياة السياسية لأول مرة، عندما كان عضواً بلجنة الحكماء التي أدارت الحوار مع نائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان، والتي انتهت بتفويض صلاحيات الرئيس السابق حسني مبارك إلى نائبه، قبل تنحيه عن الحكم بيوم واحد.
وخلال الأشهر القليلة الماضية، تصاعدت حدة التوتر بين ساويرس وعدد من التيارات الإسلامية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، وصلت إلى تقديم بلاغات للنائب العام، بعد طلبه من وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، للتدخل لدعم الليبراليين، مثلما تدعم قطر والسعودية الإسلاميين