مشهد من فيلم "من أجل جميلة"
قنوات فرنسية تبدأ عرض فيلم "من أجل جميلة" الذي
يحكي نضال الجزائريات ضد الاحتلال الفرنسي، ويتعرض لعمليات التعذيب
والاغتصاب بحقهن من جانب القوات الفرنسية إبان حقبة الاستعمار.
بدأت قنوات فرنسية عرض
فيلم "من أجل جميلة" الذي يحكي نضال الجزائريات ضد الاحتلال الفرنسي، ويتعرض
لعمليات التعذيب والاغتصاب بحق المناضلات الجزائريات من جانب القوات الفرنسية إبان
حقبة الاستعمار.
ويأتي عرض الفيلم بمناسبة
مرور 50 سنة على توقيع اتفاقيات "إيفيان" بين الجزائر وفرنسا.
ويناقش فيلم "من
أجل جميلة"، وهو من إخراج كارولين هوبير موضوع المحكوم عليهن بالإعدام من خلال
التطرق إلى المسار الثوري والنضالي للمجاهدة جميلة بوباشة، إحدى اللواتي أطلق عليهن
اسم "واضعات القنابل"، كما يكشف تورط القضاء الفرنسي إلى حد بعيد في التعذيب
الوحشي للجزائريات بصفة خاصة. بحسب صحيفة "الخبر" الجزائرية الخميس 22 مارس/آذار
2012.
ويُعد فيلم "من أجل
جميلة" وهو من إنتاج لورانس باشمان، بمساهمة "فرانس 3" و"آرتي"
والذي عرضته الثلاثاء 20 مارس/آذار القناة الفرنسية (فرانس 3)، خطوة جريئة لكسر أحد
تابوهات السينما والإعلام الفرنسي، الذي أطلق اسم "واضعات القنابل" على جميلة
ورفيقاتها.
ويستعرض الفيلم أهم مراحل
القبض على المجاهدة "جميلة بوباشة" ابنة 22 ربيعا، وإحدى جميلات الجزائر
اللائي خضن المعركة ببسالة في 1957 إبان حرب التحرير، إلى جانب مجريات المحاكمة التي
قادتها المحامية الفرنسية جيزيل حليمي، كما يقدم لأول مرّة مشاهد تصويرية لعملية الاغتصاب
التي تعرضت لها جميلة، والتعذيب الذي تعرضت له في أغلب مراحل التحقيق.
وتدور أحداث الفيلم المقتبس
من كتاب "جميلة بوباشة" للمحامية جيزيل حليمي، في بداية الستينيات في الجزائر
المحتلة، بين شوارع القصبة والسجون، إلى المحكمة المدنية في فرنسا، ويقدم "في
ساعة و43 دقيقة مجريات القبض والتعذيب والمحاكمة، وأهم الخطوات التي قامت بها المحامية،
لإبعاد شبح الإعدام بالمقصلة عن رقبة المناضلة الجزائرية الشهيرة جميلة بوحيرد، إضافة
إلى الحملة التي قادتها وسط المثقفين الفرنسيين من أجل ذلك.
ويظهر الفيلم صورا مروّعة
عن التعذيب الوحشي الذي تعرضت له، ويكشف تورط القضاء الفرنسي إلى حد بعيد في التعذيب
الوحشي للجزائريات بصفة خاصة، بشكل مستفز ومؤلم للمشاعر.
ورغم أن الصحيفة وصفت
الفيلم بأنه بمثابة شهادة فرنسية على جرائم التعذيب التي ارتكبتها ولا يمكن أن تزول
بالتقادم، فإنها أشارت إلى أنه تناسى عن عمد أو عن جهل أن هذه العمليات الفدائية قامت
كرد فعل على التفجيرات الإرهابية المروعة التي قامت بها المنظمة الإرهابية الفرنسية
"اليد الحمراء"، عندما وضعت متفجرات في حي القصبة وتسببت في مقتل الكثير
من المسلمين الجزائريين، من بينهم أطفال ونساء وعجزة، في حين يحاول الفيلم تبرير التعذيب،
وكأنه جاء كرد فعل على العمليات الفدائية التي قامت بها مجاهدات الجزائر في العاصمة.