المقال الكامل من جريده التحرير
الدراما التركية تغزو من جديد بمسلسل «فاطمة».. ونجوم جُدُد ينافسون «نور ومهند»
ما ذنب فاطمة؟ فتاة تركية بسيطة نقية، براءتها تضاهى نقاوة البحيرة التى
تجلس بجوارها كل صباح، تحلم بزفافها إلى خطيبها الصياد الشاب مصطفى. يدنس
حياةَ الفتاة حادثة اغتصاب تجعلها فى نظر أهل قريتها وخطيبها ساقطة. فى
المجتمعات الشرقية عار جريمة الاغتصاب يلاحق الضحية أكثر مما يلاحق الجانى،
ينبذ المجتمع الضحية ويعاملها كوباء لا يجوز الاقتراب منه، لا يكتفى
المجتمع بالآثار النفسية والجسدية التى تصيب الضحية فيبدأ فى عقابها كأنها
شريكة فى جريمة الاغتصاب! يحدث هذا فى مصر وسوريا والأردن وفى تركيا أيضا،
تعاطف المصريين مع بطلة المسلسل التركى يطرح سؤالا: لماذا تعاطف المصريون
مع فاطمة أكثر من تعاطفهم مع سميرة إبراهيم ضحية كشف العذرية، ومع فتاة
التحرير التى تعرت وسُحلت فى الشارع؟ ويطرح المسلسل نفسه الإجابة: لا يزال
المجتمع الشرقى يرى المرأة مخلوقا أدنى من الرجل.
لقى المسلسل التركى
«ما ذنب فاطمة جول؟» المعروف فى مصر باسم «فاطمة»، شهرة كبيرة. حبكة
المسلسل قد تكون مألوفة ولا جديد فيها، وربما تذكرنا على نحو ما بأعمال
سينمائية مصرية شهيرة مثل فيلم «الحرام» المأخوذ عن رواية الكاتب الكبير
يوسف إدريس، ففى كلا العملين تتركز القصة حول الموقف المتناقض للمجتمع
الشرقى المحافظ من ضحية الاغتصاب ومن الجانى. المجتمع يقسو على الضحية فى
الوقت الذى يفتح فيه للجانى ثغرات بالقانون ليفلت من العقوبة.
المسلسل
يقدم فى صورة فنية جميلة تنافس رتابة المسلسلات المصرية، وتؤكد من جديد
أزمة الدراما المصرية فى النمطية وعدم التجديد. العمل حصد تعاطف كثير من
الجمهور مع الضحية الجميلة البريئة فاطمة التى تعيش حياة بسيطة فى منزل
شقيقها وزوجته وطفله بإحدى قرى الصيد بأزمير، تعيش فاطمة قصة حب مع خطيبها
مصطفى، مخرجة المسلسل هلال سارال أبرزت فاطمة الفتاة البريئة بصورة تكاد
تكون جزءا من الطبيعة الجميلة فى قريتها، وتكاد تكون جزءا من نقاء البحيرة
التى تذهب إليها فى الصباح، وتتعرض فاطمة لحادثة اغتصاب من 4 شباب سكارى
تنهار بعدها أحلامها وحياتها، يهجرها حبيبها وتجبرها زوجة أخيها على الزواج
بكريم، أحد الشباب المتهَمين باغتصابها، الشاب الذى كان يكن لها مشاعر
الإعجاب وحضر الواقعة ولم يشارك فى اغتصابها، وكان يرغب أيضا فى الإفلات من
العقوبة حيث يُسقِط القانون التركى العقوبة عن المُغتصِب إذا تَزوّج
الضحية. وقد أثار مشهد الاغتصاب الوحشى كثيرا من الجدل لدى عرض المسلسل فى
عام 2010 على قناة «D» التركية، وانتقل الجدل إلى البرلمان التركى الذى
طالب بعض أعضائه بوقف عرضه، لأنه يسىء إلى صورة المجتمع التركى ويهين
المرأة. المسلسل مأخوذ عن رواية تركية مستوحاة من حادثة حقيقية حدثت عام
1975، وأنتجتها السينما التركية عام 1986، ويحقق نسبة مشاهدة عالية جدا
داخل تركيا وخارجها.
بيرين سات .. فاطمة «الفتاة التى أزعجت برلمان تركيا»
دراستها الجامعية كانت بعيدة عن التمثيل، وانحصرت هواياتها بين الرقص ولعب
التنس بحكم أنها من عائلة تعشق الرياضة، لكن عندما شاركت الممثلة التركية
بيرين سات فى برنامج المسابقات التليفزيونى «نجوم من تركيا» فى أثناء
دراستها إدارة الأعمال بالجامعة، تغيرت حياتها بسرعة عندما فازت بالمركز
الثانى فى البرنامج، وظهرت بعدها فى إعلانات تليفزيونية عديدة كانت سببا فى
شهرتها. خلال عام 2004 بعد أن أصبحت فى العشرين من عمرها بدأت فى تصوير
عدة أعمال فنية، وكان أول ظهور لها على شاشة التليفزيون عندما قامت ببطولة
مسلسل «الحب فى المنفى» الذى بدأ عرضه فى 2005، لكن بدأت شهرتها الحقيقية
عندما قامت ببطولة مسلسل «تذكر عزيزى» فى 2006، وبعده انهالت عليها
السيناريوهات الجديدة التى اختارت منها فى مجال الدراما التليفزيونية مسلسل
«العشق الممنوع»، الذى اشتركت فى بطولته مع كيفانك تاتليتوج الشهير
بـ«مهند» بطل مسلسل «نور»، حيث بدأ عرض العمل بتركيا فى 2008، وكان السبب
الرئيسى لشهرة بيرين سات فى الوطن العربى بعد أن تم دبلجته للهجة السورية
وعرضته قنوات «إم بى سى»، التى تعرض لها حاليا آخر أعمالها التليفزيونية
«فاطمة»، وهو المسلسل الذى أثار ضجة بالبرلمان التركى وعانت بيرين فى
تصويره خصوصا فى أثناء تصوير مشهد الاغتصاب.
إنجين أكيوريك .. كريم «عدو فاطمة وحبيبها»
حبه للتمثيل سبب له كثيرا من المشكلات مع عائلته، خصوصا والده الذى اعترض
كثيرا على هذه المهنة، وكان يفضل له العمل فى مجال آخر، لكن رغم ذلك عارض
الممثل التركى إنجين أكيوريك رغبة عائلته وقرر احتراف مهنة التمثيل، وفى
2004 اشترك فى البرنامج التليفزيونى «نجوم من تركيا»، وفاز بالمركز الأول،
بينما فازت بيرين سات بالمركز الثانى، وكان هذا البرنامج بداية لانطلاق
مشوار إنجين القادم من مدينة أنقرة، وكان أول أدواره فى نفس العام عندما
شارك بدور صغير فى مسلسل «الغريب» الذى عرضته قنوات «إم بى سى»، وفى عام
2006 شارك إنجين فى بطولة فيلم «القدر» الذى حصل عنه على جائزة أفضل ممثل
مبتدئ فى تركيا، وبعدها شارك فى 2007 فى بطولة مسلسل «الحب والحرب» أمام
الممثل بولنت إينال المشهور بشخصية «يحيى» فى مسلسل «سنوات الضياع»، حيث
كان هذا المسلسل أول دور كبير لإنجين فى مجال التليفزيون وحصل عن دوره فيه
على جائزة أفضل ممثل مساعد، لكن فى 2009 لم ينجح إنجين فى مسلسل «نارين»
كما نجح فى أعماله السابقة، ولم يستمر عرض المسلسل طويلا وانتهى بعد عرض 29
حلقة منه فقط، وفى 2010 بدأ إنجين فى النضوج فنيا واشترك فى بطولة مسلسل
«فاطمة» الذى يعتبر أول تعاون بينه وبين الممثلة بيرين سات التى نافسته فى
بداية مشواره الفنى.