طالبت
120 منظمة قبطية حول العالم السلطات الأمريكية رسمياً بوقف عرض الفيلم
المسيء للإسلام والرسول (صلى الله عليه وسلم)، مشيرة في بيان مشترك أمس إلى
أن المنظمات "تشهد بأنه تم تقديم طلب رسمي في هذا الشأن لوقف عرض فيلم
المحاكمة الدولية لمحمد نبي الإسلام".
وأضاف بيان هذه المنظمات نشرته "اليوم السابع" أنه "بعد التدخل وصلنا قرار
بإلغاء عرض الفيلم الأمريكي الشهير، الذي أعلن عنه القس تيري جونز، وكان
المقرر عرضه أمس"، مشدداً على أن جميع مسيحيي مصر بالداخل والخارج يرفضون
هذا الفيلم المسيء للأديان.
وحمل البيان توقيع خمسة من قيادات أقباط المهجر، هم صفوت حنا من «أمريكا»،
إبراهيم شفيق من «أمريكا»، سامي عبدالمسيح من «كندا»، شنودة توفيق من
«فرنسا»، ميرنا صديق من «أستراليا»، وذلك بالإنابة عن 120 منظمة واتحادًا
قبطيًا.
وقبل ذلك، دانت السفارة الأمريكية في القاهرة استمرار محاولات بعض الأفراد
المضَللين إيذاء مشاعر المسلمين الدينية، والإساءة للمؤمنين من جميع
الأديان في ذكرى 11 سبتمبر.
وأكدت في بيان لها أمس أن احترام المعتقدات الدينية هو حجر الزاوية
للديمقراطية الأمريكية، قائلة: "نحن نرفض بشدة أفعال من يسيئون استخدام
الحق العالمي لحرية التعبير للإساءة للمعتقدات الدينية للآخرين".
ومن جانبه، هاجم الدكتور عوض شفيق رئيس المكتب القانوني لأقباط المهجر
ومقره جنيف كلاً من عصمت زقلمة وموريس صادق، مؤكداً أنهم مرفوضون من أقباط
المهجر، وما يفعلونه لإحراج أقباط المهجر المعروفين بوطنيتهم وعدم إهانتهم
لأي مقدسات منذ خروجهم للنور.
ورفض شفيق هذا الفليم الذي اعتبره مسيئاً للمسيحي قبل المسلم، مضيفاً أن هذا الأسلوب يصدر من شخصيات ليس لديها وعي وطني.
وأضاف أن هذه الشخصيات كل فترة تقوم بعمل فرقعة إعلامية من أجل البحث عن
الشهرة، و"قد تعودنا على ذلك ولكننا لن نرضى ونوافق على آرائهم الخبيثة
والتي تضع أقباط المهجر في موضع المسيء".
موريس صادق لا يمثل أقباط مصر وفي السياق نفسه، قال الدكتور صفوت
حنا، أحد أقباط المهجر بالولايات المتحدة الأمريكية، إنه تقدم بطلب
للكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض لوقف الفيلم وعدم عرضه بشكل نهائي، والقبض
على القس المتطرف تيري، مؤكداً أن موريس صادق لا يعبر عن أقباط المهجر.
وأوضح حنا أن المذكرة المقدمة للبيت الأبيض تؤكد رفض أقباط المهجر عرض الفيلم المذكور لأنه يسيء للإسلام ونبيه الكريم.
وقال فريد بخيت، رئيس منظمة كيمي القبطية العالمية لحقوق الإنسان ومقرها
العاصمة النمساوية فيينا: إن المسيحية تحترم كل الأديان والمعتقدات وترفض
الإساءة لأي أحد أياً كان حيث لا يليق لهؤلاء أن يسيئوا لأي شخص خاصة أن
تعاليم الإنجيل واضحة بعدم الإساءة لأحد.
وأشار بخيت إلى أن هؤلاء يضرون القضية القبطية من خلال نشر هذه الأفكار «الخبيثة» والتي تهدف لإحراج أقباط المهجر واتهامهم بالخيانة.
فيما رفض ائتلاف أقباط مصر أي محاولة للاستهانة بالأديان أو ازدرائها
وإثارة الفتن على المستوى الدولي بين معتنقي كافة الديانات التي كفلت كل
قوانين العالم ودساتيره للإنسان الإيمان بها حسب ما يعتقد وعدم المساس أو
الإساءة لما يؤمن به.
"مينا دانيال": الفيلم يستهدف تقسيم المصريين ومن جانبها، أعلنت حركة مينا
دانيال، عن انسحابها من أمام السفارة الأمريكية، عقب مشاركتها في الاحتجاج
على الفيلم المسيء للرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، بعد توصيل الرسالة
من التظاهرة، التي أقيمت مساء الثلاثاء، وتم فيها اقتحام السفارة، وحرق علم
الولايات المتحدة.
وأكدت الحركة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن المستفيد
الأوحد من إنتاج هذه النوعية من الأفلام هو النظام الرأسمالي.
وأوضحت الحركة أن هذا النظام يهدف لتقسيم أبناء الوطن الواحد وزرع بذور
الفتنة وتقسيم المجتمع، قائلة إنه "في الوقت الذي يجلس فيه وزير البترول مع
رؤساء كبرى الشركات الرأسمالية الأمريكية في قطاع البترول والتعدين
للاستثمار في مصر، يخرج علينا فيلم مجهول الهوية يسيء لسيدنا محمد (صلى
الله عليه وسلم)، الذي أتى برسالة لتحرير العبيد وتحقيق المساواة والعدل
والسلام بين البشر مثلها مثل رسالة السيد المسيح القائمة على المحبة
والتضحية وبذل الذات من أجل الآخرين، وهي جميعها قيم ومبادئ تتنافى مع
سياسات الأمريكان المعروفة للجميع، والتي أدت إلى إفقار الشعوب".