سوق عكاظ يستعيد معلقات للعرب قبل 15 قرناً
"العكاظيون الجدد" يستعيدون راية الشعر العربي الفصيح من أسلافهم
***********************************************
استعاد "العكاظيون الجدد" خلال المهرجان الذي بدأ في الطائف السعودية منذ أيام، راية الشعر
العربي الفصيح من أسلافهم أصحاب المعلقات التي بهرت العالم قبل حوالي 15 قرناً.
ففي عمل فني مسرحي، يحاول المخرج فطيس بقنة تأكيد امتداد راية الشعر
العربي الفصيح من الأسلاف إلى الأحفاد عبر "العكاظيين الجدد" بحيث يحتكم
الشاعر الراحل غازي القصيبي إلى أحد أهم شعراء العصر الجاهلي النابغة
الذبياني.
وأكد المخرج فطيس بقنة أن الهدف كان التوضيح أن
المثقفين والمبدعين والشعراء في السعودية اليوم ما هم إلا امتداد لأسلافهم
العكاظيين قبل 1500 عام، فالساحة الأدبية مملوءة بهذه العطاءات، ولذلك
اتخذنا الراحل القصيبي رمزاً للعكاظيين الجدد.
وينجح القصيبي خلال
المسرحية منشداً أبياته على صخرة سوق عكاظ، حيث كان ينشد أصحاب المعلقات
السبع أشعارهم أمام قبائل العرب قاطبة إبان العصر الجاهلي، فيقوم النابغة
بتسليم راية عكاظ للقصيبي، مؤكداً أحقيته في حملها بعد 1500 عام.
وقد استحضرت سوق عكاظ في دورتها السابقة حكيم شعراء الجاهلية زهير بن أبي
سلمى المتوفي عام 602 ميلادية عبر مسرحية لأشهر حروب القبائل العربية
قديماً وهي داحس والغبراء التي استمرت نحو 40 عاماً.
وقال الكاتب
السعودي فاضل العماني، أحد ضيوف سوق عكاظ، إن "فكرة العمل كانت جميلة جداً
من خلال تمازج شخصية مثيرة للجدل مثل الراحل القصيبي مع شعراء من عصور
قديمة".
وأضاف أن العمل يحاول إجراء مقاربة بين الأسلاف في العصر
الجاهلي وأحفادهم اليوم، مشيراً إلى أنه يبشر بولادة ثقافة مسرحية وطنية،
وفقاً لوكالة فرانس برس.
ويعتبر سوق عكاظ أحد الأسواق الثلاثة
الكبرى في الجاهلية، إضافة إلى سوق مجنة وسوق ذي المجاز، وكانت العرب تأتيه
لمدة 20 يوماً، وسكان سوق عكاظ الأوائل هم قبيلة هوازن وقبيلة عدوان،
ويعود تاريخ عكاظ إلى ثلاثة أو أربعة قرون قبل الميلاد.
وقد افتتح
أمير منطقة مكة الأمير خالد الفيصل، مساء الثلاثاء في الطائف، فعاليات سوق
عكاظ الثقافي، وسط حضور عدد من الأمراء والوزراء ورجال الأدب والثقافة من
داخل المملكة وخارجها.