بماذا ضحى النجوم الاتراك لنجاح اعمالهم؟
كل يوم، يزداد تعلق المشاهد العربي بنجوم المسلسلات التركية التي استولت
على انتباهه وجعلته ينبذ الدراما العربية لأسباب عدة أهمها أنّ المسلسلات
التركية تعوّضه عن كمّ هائل من الرومانسية المفقودة في حياته، إضافة إلى
واقعيتها وابتعادها عن المبالغات والتهويل كما يحصل في المسلسلات العربية.
كما أنّ وسامة نجوم الدراما التركية وأناقتهم تلعبان دوراً كبيراً في
اصطياد المشاهد العربي. ومؤخراً، ظهر سبب آخر يجعل المشاهد العربي يتعلق
بالدراما التركية، إذ عبّر عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن
إعجابهم الشديد بالنجوم الأتراك الذين يفعلون المستحيل من أجل إقناع
المشاهد بصدق أدائهم كالممثلة بيرن سات التي أدهشت الكلّ في مسلسل “فاطمة
غول”. وقد ظهرت طوال العمل من دون مكياج وبملابس ريفية بسيطة، ما جعل
المشاهد يقيم مقارنات بينها وبين ممثلات المسلسلات الخليجية والمصرية. ففي
الدراما العربية، تظهر الممثلة نائمة بأطنان من المكياج الكثيف وأحمر
الشفاه الصارخ في حين أنّ فاطمة أو بيرين بدت فتاة ريفية حقاً.
أيضاً، يحظى الممثل خا
لد
ارجنش الذي يجسّد شخصية السلطان سليمان في مسلسل “حريم السلطان” بإعجاب
المشاهدين، إذ أطال ذقنه من أجل الدور، ولم يلجأ الى ذقن مستعارة كما يفعل
النجوم العرب عادةً رغم أنّ المسلسل يتكوّن من أربعة أجزاء، ويستغرق تصويره
وقتاً طويلاً، فكان يظهر في المناسبات بذقن السلطان من أجل الدور. حتى
إنّه قضى عطلته في أميركا برفقة زوجته الممثلة بيرجوزار كوريل وابنهما علي،
من دون حلق ذقنه بل خفّفها قليلاً. أيضاً، حضر عيد ميلاد الممثلة مريم
اورزلي التي تجسّد “هويام” في المسلسل بذقنه الطويلة. ورغم أنّ ارخنش هو
فارس ماهر، الا أنّه تعرّض لكسر في ساقه أثناء تصوير بعض المشاهد على
الحصان، ونصحه الأطباء يومها بالراحة لمدة ستة أسابيع. إلا أنّه لم يلتزم
بذلك، بل استأنف التصوير بعد ثلاثة أيام حتى لا يتسبّب في تعطيل العمل.
أما الممثل مجمد جنسور الذي اشتهر بدور مصطفى في “الزهرة البيضاء”، ويجسد
دور ابن السلطان سليمان في الجزء الثاني، فقد انتقل من إيطاليا للعيش في
اسطنبول من أجل الدور، ولحقت به زوجته الايطالية وأولاده.
ومن أجل
دور ماهر الذي يجسده في مسلسل “قرضاي”، قام الممثل كنان ازميرال الشهير
بايزل بإطالة شاربيه. ولأنّ الدور هو دور ملاكم يتطلب لياقة بدنية عالية،
فقد استعان بمدرب ملاكمة لتعلّم كيفية تسديد اللكمات بطريقة صحيحة.
أما النجم كيفاتج تاتلونغ أو مهند، فقد خضع لحمية قاسية لإنقاص وزنه 11
كليوغراماً من أجل مسلسل “الشمال والجنوب” الذي يتطلب أن يكون نحيفاً. أما
في فيلم “حلم الفراشة”، فقد حلق لحيته وشاربه وبدا أقل جاذبية بالنسبة إلى
الجمهور، إلا أنّه لم يأبه لذلك. فالأولوية عنده أن يكون مقنعاً في ما
يؤديه على الشاشة بينما خضع الممثل بالي بيك الذي يجسد شخصية مامون اوغلو
في مسلسل “حريم السلطان” لحمية قاسية تعرف بحمية الموت. إذ امتنع عن الأكل
كلياً لإنقاص وزنه تسعة كليوغرامات من أجل الدور. كما خضع لدروس في
الفروسية والرماية وحمل السيف…