نجح فريق مانشستر سيتي الانجليزي في تفادي الخسارة الثاني على التوالي
بدوري أبطال أوروبا عندما تعادل في الوقت القاتل مع ضيفه الألماني بروسيا
دورتموند في المباراة التي أقيمت على ملعب "الإتحاد" بمدينة مانشستر ضمن
منافسات الجولة الثانية من المجموعة الرابعة مساء الأربعاء.
وفشل دورتموند في تحقيق فوزه الثاني على التوالي لكنه حافظ على مركز وصيف
المجموعة برصيد 4 نقاط وبفارق نقطتين عن ريال مدريد المتصدر والذي حقق فوزا
عريضا بدوره على مضيفه اياكس امستردام الهولندي بنتيجة 4-1.
وحصد سيتي أولى نقاطه في المجموعة بينما تذيل اياكس الترتيب برصيد خال من النقاط.
تقدم اللاعب ماركو ريوس أولا لدورتموند في الدقيقة 61 قبل أن ينجح
الإيطالي ماريو بالوتيلي في إحراز هدف التعادل لسيتي من ركلة جزاء في
الدقيقة 90.
فضّل روبرتو مانشيني البدء بالبوسني
ايدن دجيكو أساسيا في الهجوم بجوار الأرجنتيني "كون" أجويرو، وأبقى الثنائي
كارلوس تيفيز وماريو بالوتيلي على مقاعد البدلاء، ودفع مانشيني بقوته
الضاربة في خط الوسط مشركا سمير نصري وديفيد سيلفا على الجناحين الأيمن
والأيسر، وفي الوسط تمركز العملاق يايا توريه بجوار الأسباني خافي جارسيا،
وفي خط الدفاع شارك كيلتشي وزاباليتا وكومباني وناستاسيتش ليظهر أصحاب
الأرض بطريقة 4-4-2.
ودفع يورجن كلوب المدير الفني
لدورتموند "بطل الدوري الألماني الموسم الماضي" بالمهاجم البولندي
ليفاندوفسكي وحيدا، متقدما على الثلاثي ريوس وجوتزه وبواشتشكوفيسكي ليعتمد
على طريقة 4-2-3-1 الهجومية أملا في مباغتة الفريق الضيف.
بدأ سيتي المباراة بقوة، ومارس لاعبو الوسط يايا توريه وخافي جارسيا ضغطا
كبيرا على حامل الكرة، لينجح أصحاب الأرض في السيطرة على منتصف الملعب خلال
الربع ساعة الأولى، فيما تراجع لاعبو دورتموند قليلا واعتمدوا على الهجمة
المرتدة بالإضافة إلى مصيدة التسلل.
حاول فريق
"السيتيزنز" تكثيف هجماته من الجبهة اليمنى التي شهدت نشاطا ملحوظا للظهير
الأرجنتيني بابلو زابلينا بينما تبادل الثنائي سمير نصري وديفيد سيلفا
المراكز في بعض الأحيان لتقديم العون لدجيكو واجويرو، وظهرت معالم الخطورة
بعد مرور 8 دقائق عندما توغل سيلفا ومرر إلى زباليتا الذي سدد قذيفة بيسراه
مرت بجوار المرمى بقليل.
أدرك لاعبو دورتموند أن
تراجعهم غير المبرر سيسمح لسيتي في شن الهجمات تلو الأخرى وبالتالي إحراز
هدف، وبدؤوا في التقدم إلى منتصف الملعب في محاولة لإفساد هجمات مانشستر
قبل بدايتها ومن ثم مبادلة المنافس السيطرة والرغبة في الهجوم. ونجح
دورتموند في الوصول إلى مرمى الحارس الدولي الانجليزي جو هارت عن طريق
الهجمات المرتدة السريعة مستغلا سرعة الثنائي ريوس وبندر.
بمرور الوقت، ازدادت سرعة المباراة في ظل وجود مساحات على الأطراف، ورغبة
كلا الفريقين في إحراز الأهداف. استمر سيلفا في تألقه وأرسل تمريرة في
الوقت المناسب إلى أجويرو الذي كسر مصيدة التسلل وانفرد بالحارس رومان
فايندفلر الذي خرج في الوقت المناسب ليتصدى لتصويبة اللاعب الأرجنتيني بعد
مرور 27 دقيقة من المباراة.
وجد المدرب الإيطالي
مانشيني نفسه مضطرا لإخراج الأسباني خافي جارسيا من الملعب بعد تعرضه
لإصابة في الدقيقة 34 ليشرك اللاعب روديل بدلا منه.
وبالرغم من نسبة الاستحواذ التي صبت في كفة سيتي بنسبة 64 % مقابل 36 %
للفريق الألماني، إلا أن هجمات الأخير لم تقل خطورة إن لم تكن الأخطر على
مرمى الحارس جو هارت الذي تألق وتصدى لتسديدة قوية من جوتزه لترتطم الكرة
في القائم الأيمن قبل أن تمر بسلام على مرمى أصحاب الأرض في الدقيقة 39.
استمر الفريقان في نزعتهما الهجومية في الدقائق الخمس الأخيرة من الشوط
الأول، حيث أرسل زباليتا عرضية متقنة حولها دجيكو برأسه قبل أن ترتد إلى
سيلفا الذي سدد في الشباك الخارجية. وكاد دورتموند أن يترجم هجماته المرتدة
لهدف محقق عندما سدد جندوجان كرة قوية من داخل منطقة الجزاء أنقذها هارت
ببراعة.
تغير الحال في الشوط الثاني حيث غابت
خطورة سيتي بدرجة كبيرة، وظهر على لاعبيه الإجهاد مبكرا، وتجرأ بطل الدوري
الألماني على مهاجمة مرمى الحارس هارت الذي تألق بشدة وأنقذ مرماه من هدف
محقق مرة أخرى بعدما تصدى لتسديدة قوية من المتألق جوتزه بعد مرور 9 دقائق
من بداية الشوط الثاني.
حاول مانشيني تنشيط خط
الوسط في سيتي فدفع بالكسندر كولاروف بدلا من سمير نصري في الدقيقة 57. ولم
ينتظر أبناء المدرب يورجن كلوب كثيرا قبل أن ينجحوا في افتتاح التسجيل على
ملعب الإمارات بعدما استغل ريوس تمريرة خاطئة من رودويل وانقض على الكرة
في منتصف ملعب سيتي قبل أن يسدد بقوة على يمين الحارس الهارت الذي حاول
التصدي للكرة ولمسها بالفعل قبل أن تواصل طريقها في الشباك بعد مرور 61
دقيقة من صافرة البداية.
وبالرغم من تقدمه بهدف
أمام أكثر من 40 الف متفرج لسيتي، استمر دورتموند في شن هجماته الخطيرة
خاصة من الجبهة اليمنى له مستغلا تقدم الظهير الأيسر لسيتي جايل كليتشي،
وأهدر ليفاندوفيسكي هدفا محققا عندما حول عرضية أحد زملائه من الجبهة
اليمنى إلى خارج الملعب رغم انفراده التام بالحارس هارت.
أدرك مانشيني أن خطورة دورتموند تكمن في انطلاقاته من الجبهة اليمنى فقرر
سحب الظهير الأيسر كليتشي وإشراك ماريو بالوتيلي بدلا منه في الهجوم كورقة
أخيرة لتعديل النتيجة، فيما تحول كولاروف للجبهة اليسرى وذلك قبل 9 دقائق
من نهاية الوقت الأصلي للمباراة.
وتنفس أصحاب
الأرض الصعداء بعدما احتسب الحكم ركلة جزاء صحيحة عندما لمس المدافع
سابوتيتش الكرة بيده داخل منطقة الجزاء ليمنع تسديدة أجويرو من الوصول إلى
المرمى. واستثمر بالوتيلي ركلة الجزاء لينجح في إحراز هدف التعادل في مرمى
الفريق الضيف في الدقيقة 90 لتنتهي المباراة بتعادل مثير بهدف لكل فريق.