صاحبة أقوى سم بين الكائنات!
سينانزيا فيروكوسا.. خبيرة بالتخفي وقاتلة محترفة
**********************************
تمتلك قدرة عجيبة على التخفي لتظهر وكأنها صخرة على الشاطئ أو شعبة
مرجانية بأعماق البحر، وفي هذه اللحظة تغرز أشواكها الظهرية السامة في جسد
الفريسة التي تقترب منها سواء كانت بحرية أو بشرية، ومن أهم ضحاياها
الأطفال الذين لا يستطيعون كشف تخفيها وأيضا العلماء البحريون الذين يجوبون
مسكنها للبحث
والتعلم!
نها “السمكة
الصخرية \ Stone Fish” التي تتوطن مياه منطقة المحيط الهندي-الهادي ومنطقة
الحاجز المرجاني العظيم في أستراليا واسمها العلمي “سينانزيا فيروكوسا \
Synanceia verrucosa”.
تعيش هذه السمكة الفتاكة في قاع الشعب المرجانية
وبين فروعها وتحت الصخور كما تستطيع دفن نفسها في الرمال بفضل زعانفها
الظهرية الشوكية السامة.
يظهر المقطع المرفق أحد علماء الأحياء البحرية
يقترب من السمكة على أحد الشواطئ ويشرح كيف تعمل بالتفصيل قبل أن يحملها
بيدية ويعيدها إلى الشاطئ.
تتغذى السمكة الصخرية على الأسماك
والقشريات حيث تنتظر الفريسة لتسبح أمامها ثم تقوم بسرعة فائقة باصطيادها
والتهامها بشفطها ويساعدها في ذلك الشفاه السميكة والفم الكبير وهي عملية
تحتاج إلى تصوير بطيء لإظهارها.
تتقن هذه السمكة التخفي لأقصى درجة
وعند اقتراب الخطر لا تهرب بعيدا وإنما تتخفى وتبرز زعانفها الظهرية
الشوكية حيث يخزن السم في غدد في قاع تلك الزعانف!
وتستطيع السمكة
الصخرية البقاء خارج الماء لمدة 24 ساعة ولذلك فهي تنتشر على الشواطئ بشكل
خفي مسببة خطرا كبيرا لمرتادي الشواطئ الأسترالية.
يرجح العلماء أن
السمكة الصخرية هي السمكة الأكثر سمية في العالم بالنسبة للإنسان فهي تملك
13 زعنفة شوكية ظهرية يمكنها حقن مادة شديدة السمية في جسم الإنسان وخصوصا
في الأطراف مسببا ألما شديدا يؤدي في بعض الأحيان إلى بتر العضو للتخلص من
الألم والآثار القاتلة التي يسببها السم على مكان الحقن!
وقد تسببت
السمكة الصخرية في قتل عدد كبير من سكان الجزر الواقعة على المحيط الهندي
والهادي وفي عام 1959 تم تطوير مضاد للسم في أستراليا مما قلل عدد الوفيات
بشكل ملحوظ وبالرغم من ذلك لا يزال بعض الناس يعانون من آلام سم السمكة
سنويا والذي يمكن تخفيفه بالماء الساخن مع أخذ العلاج الطبي وهو مضاد السم
الذي يعتبر الدواء الثاني المضاد للسم من حيث كثرة الاستخدام في أستراليا