مـقالة بقلم السيد " مـؤيد البدري زيــكو مـدرب المــناسبات
حقيقة
لم أشأ أن اكتب بمثل هذا التفصيل الفني (المتشائم) عن حال المنتخب الوطني
ومدربه البرازيلي زيكو قبل ان يتبين مصيره في نهاية جولة الذهاب بتذيله
المجموعة الثانية برصيد نقطتين فقط ، شعوراً مني بوجوب تهيئة جميع الاجواء
وبما فيها تقييم المدرب وعدم زعزعة ثقة اللاعبين به وتحقيق الانسجام الكامل
في المعسكر التدريبي لئلاً يقال اننا نسهم في
صرف
انظار اسود الرافدين عن المهمة الوطنية الصعبة التي نعد انفسنا جزءاً من
المسؤولية بحدود ما يمكن ان نقدمه لبلدنا كل من موقع عمله المهني ، لكن آن
الأوان ان نقول كلمة الحق مستمدة من تجربة طويلة ولن نسكت لاسيما لم يبق
سوى أربع مباريات لمنتخبنا في طريق التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس
العالم في البرازيل وعلى ضوء نتائجها سيتضح ما اذاكان المنتخب سيصل أم يعود
الى بغداد بخيبة أمل كبيرة.
لنكن صريحين إلى أبعد الحدود وموضوعيين
ونناقش بهدوء : كيف نتمكن من الوصول الى النهائيات مع مدرب يقضي معظم وقته
خارج البلد ويأتي إليه بالمناسبات ، ولم يشاهد مباريات الدوري إلا نادراً ،
ولا يزال يعتمد على اللاعبين انفسهم الذين حققوا بطولة أمم آسيا 2007 ..
بحكم عملي ((مديراً للنادي العربي الرياضي )) حيث يتدرب المنتخب الوطني
على ملعبه ، فإنني أراقب تدريباته عن كثب ، وقد حضرت الحصة التدريبية ما
قبل الأخيرة للمنتخب قبل مباراته أمام استراليا ، وكما يعلم الجميع أن هذا
التدريب يعد الاساس للمنتخب ، وقد شرح زيكو خطة اللعب ومكامن الخطورة
والضعف للفريق المنافس وكيفية اختراق هذا الضعف والتغلب على الفريق المنافس
والتركيز على التهديف من مختلف الجهات وهي امور لا يمكن ان يتدرب عليها
اللاعبون في يوم واحد ، بل يستغرق ذلك أياماً عدة ويأتي بعد تحليل كامل
لأفراد الفريق المنافس في مباريات مختلفة ومع فرق عدة حتى يتمكن المدرب من
وضع اللمسات الاخيرة للخطة المناسبة للمنتخب ..
إن ما شاهدته فى تدريب
المنتخب قبل الحصة الأخيرة كما شهده عدد من المدربين كان مجرّد (تقسيمة)
أشرف عليها المدرب نفسه وتمريناً على التهديف أشرف عليه شقيقه " أيدو" ..
لم أشاهد تمارين لـ " التكتيك " الذي سيطبقه اللاعبون فى مباراة مصيرية
لأنه يلعب على أرضه ومع منتخب ليس أفضل منه بكل المقاييس ، ولم اشاهد
تمارين مركبة خاصة بالتهديف ، بل ان التمرين الذي اجراه " ايدو" هو تمرين
بسيط لا يرتقي الى مستوى لاعبي المنتخب وكنا ندرّسه لطلبة المرحلة الأولى
فى كلية التربية الرياضية ، وكذلك لم أشاهد تمارين عن الهجوم المعاكس أو
غيرها من التمارين.
بعد انتهاء التدريب تحدثت مع الدكتور موفق المولى –
الخبير في أكاديمية التفوق الرياضي القطرية عن التدريب الذي شاهدناه سوية ،
فقال بالحرف الواحد: إنه مأساة ومخيب للآمال وغير مقنع على الإطلاق لكون
المنتخبات الوطنية بحاجة إلى تدريب متقدم لان أغلب اللاعبين من المحترفين
يلعبون في دوريات محترفة.
لا أريد أن اُقلل من مكانة " زيـكو " وهو
بالتأكيد لا يحتاج إلى تقييمي، ولكن الذي أعرفه جيداً بعد أن عايشت عشرات
المدربين الاجانب في العراق وخارجه أن المدرب يجب أن يكون مستقراً في البلد
الذي يُدرب فيه، قريباً من اللاعبين متعرفاً على مشاكلهم ومعيشتهم لغرض
تذليلها لا ان يزور البلد بالمناسبات وقبل أيام عدة من مباراة رسمية مهمة
مثل تصفيات كأس العالم كما هو الحال مع مدرب منتخبنا الوطني ؟!
لقد
حظي المدرب " زيــكو " بدعم غير مسبق من مختلف وسائل الاعلام والمواقع
الالكترونية العراقية وهي أمور تقف الى صف المدرب وتساعده على أداء عمله
بشكل أفضل ومريح حتى أن بعض المتابعين للشأن الكروي يعدون مجرد إبداء
الملاحظات على أدائه خطاً أحمر لا يجوز التقرب منه، ولم يحظ أي مدرب عمل فى
العراق سواء أكان مواطناً أم أجنبياً بمثل هذا الدعم الذي حظي به مدربنا
زيكــو .....
إننى أتساءل فقط : هل ان إبداء الملاحظات على عمل أي شخص
يعمل في المجال العام التي تخدم مسيرته يعد خطاً أحمر؟! لقد كتب الكثير من
النقاد الرياضيين مقالات واسعة وذكروا ملاحظات كثيرة على عمل عدد لا
يستهان به من المدربين السابقين ليس انتقاصاً من عملهم ، بل مساهمة في
تصحيح أخطائهم وليس (زيكو) استثناء عنهم !! .
إنني أطمح كغيري من
العراقيين ان يكون منتخبنا حاضراً فى نهائيات كأس العالم بالبرازيل 2014
ولا أريد أن أكون متشائماً إذا قلت إننا بهذا الاعداد وبهذه الطريقة
المتواضعة التي اصابتني بالذهول سيكون من الصعب علينا تحقيق الأمل الذي
يصبو إليه كل العراقيين.
وأخيراً أقول لقد أضعنا 10 نقاط من تعادلين مع
منتخبي الأردن وعُمان وهزيمتين امام اليابان واستراليا ، ولسنا على
استعداد لفقدان نقاط أخر (أرجو أن لا يحدث ذلك) إذا ما لعبنا في مرحلة
الاياب ، أما اذا وصلنا الى نهائيات كأس العالم ، فالشكر لله وحده