من لقاء الأردن والعراق
عاشت جماهير كرة القدم الأردنية حالة من الحزن بعد الخسارة المباغتة التي
تعرض لها منتخب النشامى أمام العراق (0-1) في المواجهة التي جمعتهما
الأربعاء في العاصمة القطرية الدوحة ضمن لقاءات الجولة السادسة للتصفيات
الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
ذلك
الحزن مبعثه بأن تجدد الخسارة من بعد الخسارة أمام سلطنة عُمان (1-2) بدد
من طموح منتخب الأردن في المنافسة ، فرصيده بقي متجمدا عند النقطة الرابعة
وتراجع من المركز الثاني إلى المركز الأخير خلال جولتين فقط!
فرصة الفوز على المنتخب العراقي كانت متاحة بقوة لو أن المدير الفني
للنشامى العراقي عدنان حمد تمتع بشيء من "الجرأة الهجومية" عبر فرض
الكثافة العددية المطلوبة في مناطق المنتخب العراقي، لكن حمد كان يخشى على
ما يبدو من تكاليف "المغامرة الهجومية" ومع ذلك خرج في النهاية خاسرا.
حمد الذي يتمتع بذكاء حاد، ربما جانبه التوفيق في لقاء الأربعاء، حيث ظهر
واضحا أمام العيان بأن المنتخب العراقي لم يكن يتسلح بتلك الخطورة والقوة
في ظل افتقار صفوفه لعناصر الخبرة فظهر تائها في بعض مراحل المباراة، وكان
الأولى على المنتخب الأردني أن يستثمر ظروف منافسه ولا يستهلك الوقت الطويل
في البحث عن الحسم.
ويؤكد عدد من خبراء كرة
القدم الأردنية أن المنتخب الأردني كان بامكانه حسم المواجهة من شوطها
الأول، لكن محدودية الفاعلية الهجومية وقلة الخيارات ساهم في محافظة
المنتخب العراقي على نظافة شباكه، لافتين بأن اللعب بثنائي ارتكاز هما شادي
أبو هشهش وسعيد مرجان لم يكن مبررا البتة لاسيما أن المنتخب العراقي لم
يظهر بقوته المعهودة وكان الأولى العمل على احداث التغيير وبما يضمن تحقيق
القوة الدفاعية والهجومية على حد سواء.
ويضيف الخبراء خلال حديثهم ل
أن المنتخب الأردني في الشوط الثاني كان أفضل من حيث الأداء الهجومي من
الشوط الأول، بفضل التبديلات التي أجراها عدنان حمد وتمثلت بالدفع بعدي
الصيفي وأحمد هايل، ورغم فاعلية التبديلات وأثرها الإيجابي على أداء
المنتخب من الناحية الهجومية إلا أنه كان بالإمكان أن يظهر المنتخب بصورة
أفضل وأخطر، لو قام حمد بالتضحية بأحد لاعبي الإرتكاز ودفع بهايل ليلعب إلى
جانب ثائر البواب لكن المدرب العراقي سحب البواب وزج بهايل وبقي مصرا على
اللعب بمهاجم واحد، في الوقت الذي اتفق فيه الخبراء على أهمية تواجد عدي
الصيفي منذ بداية المباراة لما يتمتع به اللاعب من قدرات بدنية وهجومية كان
من شأنها أن "تخلخل" دفاع المنتخب العراقي.
وبالعودة لتصريحات المدير الفني للمنتخب العراقي زيكو بعد نهاية المباراة
فإنه أكد أن المنتخبين تقابلا في أكثر من مرة وأضحت الأوراق مكشوفة، وهنا
كان الأجدى بمنتخب الأردن أن يدرك ذلك مسبقا وأن يعمل على إحداث بعض
التغييرات معتمدا على عنصر المفاجأة في المباراة، لكن منتخب الأردن ما يزال
محافظا على طريقة لعبه منذ سنوات دون أي تغيير عدا عن أن التبديلات التي
يجريها حمد أضحت "مكشوفة" للمدربين لا بل وللمتابعين من المدرجات.
المدير الفني للمنتخب العراقي زيكو وفي ظل معرفته لمكامن قوة المنتخب
الأردني عمد منذ بداية المباراة إلى تربيط مفاتيح القوة الهجومية للمنتخب
الأردني من خلال فرض رقابة صارمة على محور العمليات الهجومية التي اقتصرت
على ثائر البواب وعبدالله ذيب وحسن عبد الفتاح، وهو ما جعل أثر هؤلاء خافيا
في الشوط الأول لو استثنينا تسديدتي عبدالله ذيب.
وعطفا على كل ذلك، فمسؤولية الخسارة لا يتحملها حمد وحده وإنما يتشارك في
المسؤولية اللاعبين الذين غابت عنهم الروح القتالية العالية المعهودة إلى
جانب تسابقهم على الإهدار العجيب والغريب للفرص وهو ما يدلل على أن عنصر
التركيز كان غائبا وذلك عائد لحجم الضغط النفسي الذي كان يعيشه لاعبو
المنتخب الأردني أثناء المباراة، لتشكل تلك العوامل سببا لإفتقاد "بوصلة"
الفوز.
عموما، تراجع المنتخب الأردني للمركز الأخير،
وتبدد الطموح في تحقيق حلم الوصول لمونديال البرازيل نسبيا، لكن الآمال ما
تزال متوفرة لو أحسن المنتخب الأردني في قادم اللقاءات في وضع حد للخسائر
التي تعرض لها وقام بإجراء بعض الإصلاحات على تشكيلته حيث بات حمد يمتلك
الوقت الكافي لإحداث ذلك، كما أن تلك الآمال مقرونة بخدمة نتائج الآخرين
للمنتخب الأردني.
تلك الإصلاحات التي نقصدها من
الممكن أن نقطف ثمارها من خلال مشاركة منتخب الأردن في بطولة غرب آسيا التي
ستقام في الكويت الشهر المقبل ، حيث سيشارك المنتخب الأردني بتشكيلة مطعمة
بوجوه جديدة وهي تشكيلة تسجل لحمد حيث ستمنحه الفرصة على اجراء تعديلات
على صفوف المنتخب الأردني في قادم لقاءات تصفيات المونديال حيث استدعى
للتشكيلة عدنان عدوس مصعب اللحام وهما يعتبران الأفضل في الدوري الأردني من
حيث الأداء حتى الآن وقد يكون لهما الدورالبارز قي تصفيات المونديال.
المنتخب الأردني خسر آخر لقائين خارج الديار، ولهذا تبقى أمامه ثلاث
مواجهات ستكون مهمة للغاية، سيلتقي استراليا في أرضها، وسيلاقي اليابان
وعُمان في العاصمة الأردنية عمّان، وهو ما قد يعزز من تطلعاته عبر استثمار
عاملي الأرض والجمهور فيما تبقى من لقاءات لاستعادة الآمال والمنافسة على
مقعد الملحق لتصفيات المونديال وهذا أضعف الأيمان.