{ حوار مع الأسرع عراقياَ وعربياَ ...البطلة دانه حسين }
الحوار قديم :  الخميس, 25 تشرين1/أكتوير 2012 18:22

رغم كل المنغصات التدريبية والحياتية ... حققت الذهب واطمح بالأقوى والأفضل ..

تألقت وأحرزت العديد من النتائج في البطولات المحلية والمشاركات الخارجية مثلما أخفقت في البعض منها , مارست اللعبة التي أحببتها في وقت كانت الرياضة في خبر كان وخاصة لعبتها (العاب القوى) عروسة الألعاب ولكن إصرارها على تحقيق الأفضل ورفع اسم بلدها العراق عاليا في المحافل العربية والدولية كان الحافز والدافع لها للاستمرار والتواصل والتدريب المستمر لعلها تعيد للعبة رونقها وهيبتها وكذلك تعيد أمجاد العداءات العراقيات السابقات , تصارعت حتى مع الشباب والرجال لعدم وجود بنات بمستواها الفني , وهذا شرط أساسي للتطور في عالم العاب القوى , هي اليوم تعتبر أسرع امرأة عربية  بعد تتويجها بالذهب .

1- ما البطاقة الشخصية لدانه حسين ومتى وأين كان أول انجاز رياضي لك ؟

دانه حسين عبد الرزاق الخفاجي
 ولدت في بغداد بتاريخ 03/01/1986
ونقلت نفوسي إلى بغداد واحمل شهادة المتوسطة ومهنتي بالحياة هي عروس الألعاب (الساحة والميدان) أو كما يطلق عليها العاب القوى  , وأول بطولة على الصعيد الخارجي هي بطولة غرب أسيا عام 2005 في الدوحة. لو عدنا للوراء قليلاَ وقلنا من أين كانت بداياتك ؟البداية كانت من المدرسة عندما كنت في المتوسطة عام 2003 حيث شاركت في العديد من البطولات المدرسية بسباق 100 متر و200 متر و400 متر والتي من خلالها تم اكتشافي واحتضاني من قبل المدرب حسين جابر  , أمين سر الاتحاد العراقي المركزي الحالي لألعاب القوى بعد ذلك لعبت في الأندية العراقية ومنها الكهرباء ونادي الجيش الرياضي  الرحمن .

2- ما هي أهم صفات دانه حسين وما هي اسعد اللحظات التي عاشتها ؟
لاعبة جريئة وحساسة وعصبية واحمل قلب طيب ومسامح وطموحي غير محدود ولو توفرت لي الظروف لكنت عداءة عالمية , واسعد اللحظات في حياتي حين قبلت علم العراق بعد تتويجي بالذهب في قطر , وكذلك نلت شرف حمل العلم العراقي في لندن أثناء الحفل الافتتاحي لاولمبياد لندن عام 2012

 3- هل كنت تتوقعين الفوز بالذهب وما هو هدفك ؟
كنت أتوقع الفوز بالذهب وكان في بالي تحقيق الأرقام القياسية في عدة سباقات ,كما واطمح بالذهب دائما في عدة فعاليات وليس في سباق 100 متر فقط بل في 200 متر و400 متر .

4- من كان وراء فوزك وماذا أعطتك الألقاب التي حصلتِ عليها ؟
كان أهلي وراء انجازي في المرتبة الأولى فلهم الدور الأول , وكذلك أبي الروحي ومدربي الكابتن يوسف عبد الرحمن كان له الدور الأكبر والاهم لوصولي إلى هذا المستوى واحلم أن أراهم متواجدين أمام عيني في الانجازات التي أحققها وأما بالنسبة للألقاب فأعطتني حافزاَ جيدا من اجل الاستمرار وحصد الألقاب والحفاظ على المستوى العالي الذي حلمت بالوصول إليه ويجب الحفاظ عليه .
ويهمني رقم عراقي وعربي جديد أكثر مما يهمني المركز أو اللقب .

5- ظهرت هناك منافسة بينك وبين اللبنانية كَريتا انتهت برد الاعتبار لها في سباق 200 متر ما سبب ذلك؟
نعم كانت المنافسة على أشدها بيني وبينها وكما أسلفت تعرضت لمرض مفاجئ (آلام في المعدة وهزال في البنية) اضطرني للبقاء من دون أكل فترة طويلة واثر سلبياَ على أدائي والدليل إني ركضت في التصفيات في فعالية 200 متر بوقت (24.58) ثانية بأقل جهد وكنت بعد نهاية وكنت بعد السباق أهرول وهذا ما جعلني اشعر إني في النهائي سأركض بأقل تقدير وقت (23.8) ثانية لكني سجلت (24.61) ثانية , وحقيقة اشعر إن لدي خزين لا استطيع تحريره وهناك تحليل للبطل العالمي سعيد عويطة قال فيه عبر الجزيرة الرياضية (نتمنى من العداءة العراقية دانه حسين أن لا تتعرض إلى أي إرهاق ) وفعلا تعرضت إلى إرهاق وحصلت على المركز الثاني .

6- اختيارك لفعالية 100 متر فيها مجازفة للمنتخب ولك شخصياَ كيف تفوقتِ على كثير من مصاعب التنافس في هذه الفئة؟
نعم كانت مشكلة كبيرة تسمى بحمى السباق أو حالات ما قبل البداية لكن لدي طموح وإرادة وإصرار وغيرة عالية ما جعلني أصارع لأخر لحظة كي اخطف الذهب , ومن خلال إعدادي في المعسكر التدريبي في لبنان توقع لي المدرب يوسف عبد الرحمن أن أنال الذهب فيما توقع الجميع إني سأحصل على الفضة على أساس إن العداءة اللبنانية كريتا هي من ستخطف الذهب لكن المدرب يوسف عبد الرحمن قال سأمضي على ورقة وأتحمل مسؤولية ذلك فكانت غيرتي وحرصي على بلدي العراق وتصميمي على رفع علم العراق عاليا وعزف النشيد الوطني جعلني اخطف الذهب بجدارة .

7- هل تجدي ان لقب أسرع امرأة عربية يمثل مسؤولية كبيرة لك أم انه لقب يتماشى مع مستوى التنافس عربيا فقط ؟
ليس مسؤولية بل يجب الحفاظ على هذا اللقب , فمسؤوليتي تتلخص في التدريب الجاد والمواظبة عليه بانتظام لكن المسؤولية الأولى تقع على عاتق المسئولين عن الرياضة العراقية لان لقب (أسرع امرأة عربية ) يجب الحفاظ عليه من خلال توفير المعسكرات الخارجية والدعم المادي والمعنوي والاحتكاك والمنافسات مع الدول المتقدمة في المستوى الفني لكسب المعلومات والخبرة .

8- تصاعدت الآراء المطالبة بملاكات أجنبية لألعاب القوى هل تجدين بان المدرب المحلي مازالت لديه القدرة على صناعة أبطال اولمبيين ؟
بالتأكيد فان المدرب العراقي لديه الكثير وأنا عن نفسي فلا يمكنني ترك مدربي الكابتن يوسف عبد الرحمن الذي أوصلني إلى ما أنا عليه من انجازات , وقد سمعت الكثير من الشائعات التي تدعي باني ساترك مدربي نتيجة بعض الإخفاقات القليلة جدا بسبب الحمل التدريبي الزائد كونه بدا معي من الصفر إلى القمة وهذا اتضح من خلال نتائجي خصوصا في اليابان عام 2011 وعندما تأهلت إلى النهائي ولكن الوقت الذي سجلته لم يسعفني إلى الحصول على ميدالية ولم يشكل عندي إحباطا وقتها كوني مؤمنه بقدرات المدرب وقدراتي التي صممت على تطويرها فيما بعد .

9- ما هو دور مدربك يوسف عبد الرحمن ؟
يعتبر المدرب يوسف عبد الرحمن أبي الروحي ومعلمي حيث ساهم في تطوير مستواي الفني كثيرا وهو يتواجد معي في أفراحي وأحزاني مذ كنت طالبة في المدرسة واشعر بأنه أكثر من مدربي , وفي حالة الإخفاق أراه يقف بجانبي ويشجعني كثيرا ويدفعني إلى تقديم الأفضل وكان له الأثر الكبير في حصولي على المدالية الذهبية في الجزائر عام 2007 وكذلك ألقاب أخرى في بطولة غرب أسيا وأود أن أشير إلى شئ مهم بان الرياضي مهما يمر بأوقات عصيبة ولا يقدم ما يطمح إليه نتيجة ظروف معينة فان على الجميع أن يؤمن بالفوز والخسارة لأنه لولا وجود الخسارة لما وجد الفوز .

10- بمن تقتدين ؟
 العداءة الأمريكية فلكس هي التي اقتدي بها 

 11- لمن توجهين الرسالة بخصوص النهوض بالألعاب الفردية ومنا الساحة والميدان(العاب القوى) ؟

أناشد الحكومة العراقية ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وجميع الجهات المسئولة في العراق بضرورة دعم الرياضة العراقية خصوصا في مجال العاب القوى ماديا ومعنويا مع ما يتلاءم وحجم النجاحات المتقدمة , وأتمنى من الجهات المذكورة أن تنظر بعين الاعتبار ما حققه الرياضيون في الدورة العربية في قطر من خلال الانجازات التي تحققت في ظل الإعداد المتواضع والظروف التي يعيشها الرياضي العراقي كون هناك وعود كثيرة جدا انهالت علينا ولم نر منها شيئا ملموساَ على ارض الواقع على اقل تقدير كحافز معنوي لتقديم الأفضل في الاستحقاقات القادمة , وإننا نطمح بان يكون الاهتمام بالألعاب الفردية كما هو معمول به في الألعاب الفرقية ومنها كرة القدم من حيث الدعم المالي والمعنوي مع العلم إنها لم تحقق ما حققته العاب القوى العراقية في الدورة العربية في قطر لذا بات من الضروري توفير الاهتمام والدعم لهذه اللعبة (الساحة والميدان) التي تحقق سبل النجاح .

12- شاركت معك في البطولة العربية بسباق 400 متر العداءة العراقية ألاء حكمت بنفس المجموعة فهل شكل لك ذلك شيئا ؟

 ألاء حكمت صديقتي وأختي وعلاقتي بها قوية جدا وحميمية وعامل المنافسة الشريفة بيننا جعلني أتفوق عليها في السباق فقط .

 13- كلمتك الأخيرة يا دانه ؟
اشكر كل من ساهم بإعداد وتدريبي وتطويري ووصولي لهذه المرحلة كلا من مدربي يوسف عبد الرحمن والاتحاد العراقي المركزي لألعاب القوى وكلية التربية الرياضية – جامعة بغداد وعميدها الدكتور رياضي خليل خماس وذلك لتوفيرهم الملعب الذي نتدرب فيه ببغداد الجادرية وفتح الأبواب لنا وأطالب بتوفير سباقات خارجية في دول أوربا حتى وان كانت ودية وذلك لتوسيع إمكاناتي وتطويرها واكتساب الخبرة والاحتكاك , وأشيد باتحاد العاب القوى وخطواته في تعزيز إمكانيات اللاعبين وتركيزه على الفئات العمرية والبطولات الناجحة بعد تعاون كبير من الجمع ...

*وهنا توجهنا بالسؤال إلى مدرب البطلة دانه حسين الكابتن يوسف عبد الرحمن .... الذي يقف يمين الصورة التي تظهر أسفله :
 14-  ما الذي دعاك إلى تدريب دانه حسين ؟ وما الذي ينقصك لتدريب دانه حسين ؟

لقد وجدت فيها مواصفات العداءة المميزة والتي تستطيع أن تحقق شيء مميز لألعاب القوى العراقية وذلك من خلال ما تمتلكه من التزام عالي في التدريب والتوجيه , وبالفعل فقد استطعنا بفترة قصيرة بتحقيق ما كنا نطمح إليه , وينقصني لتدريب دانه مشاركات خارجية ومعسكرات طويلة المدى .

 كما واخطط لإيصال دانه إلى زمن قدره (11,6) ثانية .

وان انجاز دانه كامل ولا يقتصر على دانه فقط  والحمد لله على ما تحقق وكسبنا ثمرة الجهد وان كل الهموم وتداعيات الاستعداد ذهبت الى مهب الريح , واني كنت واثقاَ من تحقيق الفوز الذي لم يغب عن مخيلتي واني كنت اخبر دانه بذلك قبل السباق لثقتي الكبيرة بقدراتها بعد أن وصلت للجاهزية من خلال معسكرات تدريبية عديدة تضمنت منهاج تدريبي متكامل بالرغم من عدم إدخالها منافسات عالمية ..

واشكر كل من وقف وراء الانجازات المتكررة لدانه وبالأخص الاتحاد العراقي المركزي لألعاب القوى واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وعميد كلية التربية الرياضية الدكتور رياض خليل خماس الذي ساهم وفتح أبواب ملاعب وقاعات ومسابح الكلية لنا .