يعرف مرضى السكري على الأرجح أنّهم قد يكونون مجبرين أحياناً على عدم الصوم
خلال شهر رمضان لأسباب طبيّة. مواعيد الطعام أمر مفصلي في الحفاظ على معدل
السكري في الدم، لهذا يمكن أن يسبب الصوم خللاً في نظام الغذاء والأيض
وتعديل السكر. لهذا، من المهم استشارة طبيب اختصاصي في السكري، قبل الصوم
وخلاله منعاً لأي مضاعفات.
بين السحور والإفطار، قد يصاب المريض بانخفاض حاد في السكري، إن لم يكن
استشار طبيبه لتعديل كمية العلاج ومواقيته. أما بعد الإفطار، فقد يكون مريض
السكري عرضةً لصعود حاد ومفاجىء في منسوب السكر في الدم... ويترجم ذلك
بعطش حاد، وبول كثيف، قد يؤدي خلال الصوم والحرّ إلى جفاف في الجسم.
عند مرضى السكري من النوع 1، من المهم الحفاظ على منسوب الأنسولين في الجسم
من خلال الحقن. في هذه الحالة، يمكن المريض الصوم، بعكس مرضى السكري غير
المتوازن ومرضى السكري من النوع 2، إذ تصبح المسألة أصعب بقليل والمخاطر
أكبر. فإذا تابع المريض، يمكن أن ينخفض منسوب السكر، وإن أوقفه يخاطر
بارتفاع حاد لا تحمد عقباه.
فما العمل إذاً؟"الحل هو مراقبة منسوب السكر بشكل متواصل، على الأقل مرتين خلال
النهار. ثم يجب أخذ منسوب السكر قبل الإفطار، وقبل العشاء، وقبل السحور.
إن كان معدل السكر منخفضاً جداً، فمن الأفضل عدم مواصلة الصوم"، بحسب طبيب الغدد والسكري عمر أبي راشد.
من ناحية أخرى، يجب على مريض السكري الصائم أن يراعي نظاماً غذائياً
متوازناً، أي عليه "أن يتفادى تناول الأطعمة الغنية بالسكر، والمواد
الدهنية"، يشرح الطبيب. في هذا السياق، ينصح الطبيب مرضى السكري الصائمين
بالإبتعاد عن الحلويات العربية، والتركيز على التمر والخبز كمصادر أساسية
للسكر في غذائهم الرمضاني.
كما ينصح الطبيب مرضى السكري من النوع 2 عدم المبالغة في شرب عصير الفاكهة الذي يحتوي بدوره على الكثير من السكر.
وتبقى نصيحتنا الأخيرة لمرضى السكري خلال شهر الصوم الكريم بأن يبقوا على
اتصال دائم بطبيبهم إن أحسوا بأعراض انخفاض أو ارتفاع مفاجىء للسكر.