صادقي يمارس الرسم منذ 34 عامًا
على الرغم من إصابته بالشلل شبه الكامل، فإن المواطن الإيراني جهان بخش
صادقي الذي كان مساعد خباز؛ نجح في الإنفاق على عائلته المكونة من 14
شخصًا؛ وذلك بثمن اللوحات الفنية البديعة التي يرسمها.
وكان الفتى الإيراني قد صدمته سيارة سائق مخمور في طهران قبل 39 عامًا، فتغير مصيره بإصابته بشلل تام تقريبًا.
وعلى الرغم من محاولات العلاج المكثف لإصابات حبله الشوكي -فقد أصيب جهان
بخش صادقي الذي كان عمره 16 عامًا آنذاك بشلل تام من أسفل العنق وحتى أطراف
أصابعه- صار لزامًا عليه أن يمضي بقية حياته طريح الفراش.
ومع استعادة 15% من جسد الفتى وظائفها، تمكن جهان بخش صادقي من استخدام
راحتي يديه؛ الأمر الذي مكنه من دفع سريره المتحرك والإمساك بفرشاة الرسم.
وقال الرسام الإيراني المعاق جهان بخش صادقي: "أشار علي أصدقائي بممارسة
الرسم، وشجعوني على ذلك. وبعد أن مارست الرسم فترة صادقت شخصًا كان في
ألمانيا في تلك الفترة. وفيما كنت في قمة عجزه تعامل معي بصبر شديد وحاول
تعليمي تقنيات الرسم. ومنذ ذلك الحين أمارس الرسم؛ أي منذ نحو 34 عامًا"،
حسب رويترز.
المصدر الوحيد
ويضع جهان بخش صادقي الآن فرشاة الرسم بين راحتي يديه، ثم يغمسها في
الألوان قبل أن يضعها على ورق الرسم أو القماش ليرسم عملاً فنيًّا رائعًا
يستلهمه من الطبيعة أو من الثقافة التقليدية الفارسية.
ويمثل رسم جهان بخش صادقي (55 عامًا) مصدر الدخل الوحيد؛ ليس له وحده، بل لأفراد عائلته الذين يصل عددهم إلى 14 فردًا يعيشون معًا.
ويوضح صادقي قائلاً: "دخلنا يأتي من لوحاتي. شقيقي وشقيقتاي الاثنتان
يساعدونني في ذلك. نحن معًا.. نعيش جميعًا نحو 14 شخصًا معًا. دخلنا مصدره
بيع لوحاتي -كفريق عمل- والتلاميذ الذين أتولى تعليمهم".
ويتفاوت سعر اللوحة الواحدة من أعمال جهان بخش صادقي بين 30 و500 دولار.
يُضاف إلى ذلك أن الرسام المعاق ينظم دورات تدريبية لعدد 35 من الفنانين
الشبان الذين يدفع كل منهم 50 دولارًا. ومتوسط راتب المعلم في إيران يقدر
بنحو 300 دولار شهريًّا.
ويعتمد جهان بخش صادقي في بيته على أفراد عائلته تمامًا في أموره الطبية والشخصية.
ويقول جهان بخش صادقي إنه فخور بالتغلب على إعاقته ليصير فنانًا ناجحًا،
موضحًا أن الرسم هو العمل الوحيد الذي يمكنه ممارسته بسبب إعاقته