الدموع تختلط بمشاعر الفرح.. تلك هي الحالة
التي كان عليها مراد ولميس بعد أن نجحت الأخيرة في إقناع وإمتاع الجمهور
بصوتها في ختام المهرجان، وهو نجاح ينسب إلى مراد أيضًا الذي قطع معها
شوطًا طويلاً من التدريب حتى وصلت إلى هذه المرحلة الإبداعية الممتازة.
سامية كانت تتابع ابنتها لميس وهي واقفة على المسرح، ولكنها أرادت الانصراف مباشرةً بعد أن أنهت لميس أغنيتها وشهدت نجاح ابنتها.
مراد حاول إقناع سامية بأن تكشف سر أمومتها للميس، ولكن سامية رفضت الإفصاح عن هذا السر، واكتفت بأن تكون صديقة وفية في عيون لميس.
سوزان أخت لميس استمعت لحوار مراد وسامية، وعلمت أن الأخيرة هي والدة لميس،
فأبلغت لميس أن والدتها كانت موجودة في المسرح، وأنها انصرفت، فما كان من
لميس إلا أن خرجت مسرعة لتلحقها وتعرف من هي والدتها.
مراد لاحظ أن لميس قد خرجت بسرعة، فتعقَّبها هو الآخر مسرعًا، في الوقت
الذي ذهب فيه برهان إلى المحطة لمقابلة سامية التي طلبت منه عدم إخبار لميس
بأنها والدتها.
ولكن قبل أن تصعد سامية إلى القطار، جاءت لميس مسرعة باتجاه سامية التي
نطقت للمرة الأولى أمام لميس كلمة "ابنتي". وبعد لحظات من السكون واسترجاع
الذكريات، قطعت لميس هذه اللحظات بكلمات قوية وموجعة لسامية؛ فقد قالت لها
إنها عاشت بلا أم، ولا تريد أن يكون لها أم.