ريد يحلم بحمل أحفاده مجددًا
لم يكن بين المواطن الأمريكي "رويك ريد" وبين فقد ذراعه للأبد إلا دمعة
ذرفها فأسرت قلب طبيبه، فقرر أن يفعل كل ما في وسعه ليعيد زراعة يده التي
قطعت في حادث أليم.
وكان ريد (49 عامًا) قد تعرض لحادث في العمل تسبب في قطع ذراعه وإصابته
بنزيف حاد حتى اقترب من الموت، قبل أن يتم نقله إلى المستشفى في دالاس
بولاية تكساس.
وجراء الصدمة وشدة الألم، طلب ريد من الطبيب أن يخلصه من هذه المعانة، وبدأ
يناقشه في خيارات استخدام أطراف اصطناعية، بحسب صحيفة "ديلي ميل"
البريطانية.
لكن دموع ريد مثلت دافعًا قويًا للدكتور بارديا أميرلاك، أستاذ جراحة
التجميل بجامعة تكساس، لكي يبحث له عن حل غير مسبوق طبيًا لإنقاذ ذراع ريد.
ويقول د. أميرلاك: "كنت في طريقي لاتخاذ قرار ببتر ذراعه، لكنه نظر إلي
والدموع تسيل من عينيه ثم قال لي عندي أحفاد وأريد أن أحملهم بيدي. افعل كل
ما تستطيع لتنقذ ذراعي".
ويستطرد قائلا: "كان يستحق أن نساعده. لقد قام بخدمة الوطن من قبل"، مشيرًا
إلى أن ريد كان أحد العسكريين الذين شاركوا في حروب خاضتها الولايات
المتحدة خارج أراضيها.
وبالفعل قام د. أميرلاك بتوصيل الجزء المقطوع من الذراع بشريان في الساق
ليسمح بتدفق الدم فيه حتى يبقى على قيد الحياة، ثم أعاد توصيل العظام
والأوردة والأوتار والأعصاب في جراحة استمرت 18 ساعة.
"معجزة"
والآن يستخدم ريد، الذي يعيش بجيلمر شرق دالاس، جبيرة من نوع خاص ساعدته على استعادة شيء من الإحساس في ذراعه.
ويقول ريد: "عندما دخلت غرفة العمليات وخرجت لم أتوقع أن أجد يدي. كنت
سعيدًا عندما رأيتها.. وبمجرد أن ارتديت هذه الدعامة وشعرت بأني قادر على
استخدامها وأنا أخطط لحمل أحفادي مرة أخرى".
ويعرب عن إعجابه بالعملية الجراحية قائلا: "نحن نعتبر هؤلاء الأطباء معجزة.
لقد قاموا بمهمة مدهشة. أنا فعلاً محظوظ لأني بقيت حيًا حتى الآن".
من جانبه، يقول دكتور سوميت تيوتي، أستاذ جراحة التجميل الذي جاء للمشاركة
في العملية: "إن دكتور أميرلاك فعل شيئًا القسم بكامله لم يسمع عنه من
قبل. كل ما أستطيع أن أقوله إن هذا شيء رائع. الذراع كانت مكسورة بشكل
كامل".