كويتيات يطالبن بالتجنيد الإلزامي للنساء
هل تؤيد التجنيد الإلزامي للنساء أم تعارضه أم أنك ترى أن أفضل الحلول هي فتح باب التطوع؟
طالبت كويتيات بفتح باب التجنيد الإجباري للنساء في
الجيش، معتبراتٍ أنه من حقهن الدفاع عن وطنهن مثلما فعلت الصحابيات في المعارك،
غير أن أصواتًا قليلة رفضت ذلك المطلب، واعتبرت أنه يغتال أنوثة المرأة التي
مكانها المنزل.
وتحت عنوان "على الأبواب.. تجنيد إجباري
للكويتيات"، قالت صحيفة "الوطن" الكويتية إن قسم المرأة بها استفتى
آراء البعض للتشاور في خوض المرأة الكويتية التجنيدَ الإجباريَّ ومشاركتها في
حماية الوطن والوقوف صفًّا مع الرجل!، وهل يصلح صدور هذا القرار ليُطبَّق؟
وحول مبرر طرحها هذه القضيةَ، أشارت الصحيفة إلى أن
دولاً عربية تشهد توترًا ملحوظًا وانفجارًا سياسيّا زعزع الأمن والطمأنينة وأربك
نفوس الشعوب، حتى ازدادت الأوضاع الداخلية والخارجية سوءًا يومًا بعد يوم، فاعتمدت
دولٌ مبدأ التجنيد الإجباري للرجال، فيما توسّعت دول أخرى لتشمل النساء مسألة
التجنيد الإجباري، لتلقى التدريب اللازم على الحياة العسكرية وتعلُّم فنون القتال
اللازمة لذلك بحدها الأدنى بما يتناسب مع تلك المدة.
واعتبرت الصحيفة أن التجنيد الإجباري للنساء يأتي انطلاقًا
من فكرة أن كل المواطنين رجالاً ونساءً متساوون في الحقوق والالتزامات، فيجب عليهم
جميعًا أن يشاركوا في أداء الخدمة العسكرية دون استثناء ما دام الدستور قد نص على
تساوي الالتزامات بينهم، ويدافعوا عن بلادهم الكويت إذا استدعى الأمر أن يهبُّوا
لنجدته.
وجاءت أغلب التعليقات مؤيدةً لفتح الباب أمام التجنيد
الإلزامي للنساء. وقالت بشاير غريب الطالبة بالحقوق، إنها من أشد المؤيدات لتجنيد
الفتيات؛ فلديهن القدرة الكاملة على حمل السلاح، كما أن القرار سوف يعزز الولاء
إلى الوطن ويحمِّل الشباب المسؤولية، كما سيزرع في النفوس ثقافة وطنية.
وأضافت أن "فكرة التطوع كان هو المصدر الوحيد
بالنسبة إلى تجنيد الرجال في الجيش الكويتي منذ إنشائه عام 1949، حتى برز التجنيد
الإلزامي في الكويت بصدور القانون رقم 13/1976، إلا أنه في عام 2011 قد أوقف رئيس
مجلس الوزراء ووزير الدفاع العمل بنظام التجنيد الإلزامي؛ لإنشاء مشروع بقانون
جديد لتلافي كثير من سلبيات القانون القديم، ستُخفَّض فيه المدة الزمنية في الخدمة
من سنتين إلى سنة واحدة، ويُطبَّق على جميع الشرائح الشبابية".
من جانبه، نوَّه علي الناصر أنه من الجائز شرعًا أن
تشارك المرأة في الدفاع عن وطنها، وأن تخوض الحروب مع الرجل؛ فالكويتية رغم أنها
تنعم في حياة الرفاهية، فإنها في أوقات الشدة تقف في الصفوف الأولى. وخير دليل على
ذلك شهيدات الكويت أسرار القبندي، ووفاء العامر، وسناء الفودري، وأنعام العيدان،
وغالية التركيت، وكثيرات مثلهن. وأضاف الناصر قائلاً: "المرأة مثلما تمكَّنت
من دخول السلك العسكري، فمن الممكن تطبيق التجنيد عليها".
وأوضحت أنفال الكندري أن المرأة قد تملك كثيرًا من
الطاقات لكنها مكنونة؛ فلماذا لا يُستفاد من هذه الطاقة فيما يخدم بلادها
بالتجنيد؟! فليس من اللازم أن تُحبَس طوال الفترة وتُدرَّب كتدريبات الرجال، بل
تُعلَّم الإسعافات الأولية وكيفية التعامل مع السلاح والأسس العسكرية؛ حتى تستفيد
هي وتحمي أبناءها والوطن معًا، كما فعلت الصحابيات في المعارك؛ فقد ساعدن رجالهن
في توصيل الطعام وخياطة الجروح والتموين.
وفي المقابل اعترض سليمان أحمد على قرار تجنيد المرأة؛
وذلك لأن الحياة العسكرية تغتال أنوثة المرأة، ولأن الفتاة مكانها المنزل لا جبهات القتال وتحمُّل المشقات، كما أن التجنيد يجب أن يكون اختياريًّا لا إلزاميًّا؛ فالمرأة تصلح للوظائف المدنية والخدمات
الاجتماعية فقط، ولها خصوصيتها.