باغت المنتخب العراقي نظيره الأردني بهدف الفوز الثمين في الدقيقة (85) في
المباراة التي جمعتهما مساء الأربعاء على استاد حمد الكبير بالعاصمة
القطرية الدوحة وذلك في الجولة السادسة للتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات
كأس العالم بكرة القدم.
وسجل الهدف الثمين للمنتخب العراقي حمادي أحمد من تسديدة على مشارف منطقة الجزاء استقرت على يمين عامر شفيع .
ورفع المنتخب العراقي رصيده إلى خمس نقاط فيما تراجع منتخب الأردن للمركز الأخير برصيد أربع نقاط .
غلف الحذر أداء المنتخبين الأردني والعراقي منذ البداية خشية من هدف مبكر
يبدد الطموحات ويفتر العزيمة، ذلك أن رغبة الفوز كانت تداعب هواجسهما في
ظل حاجتهما النقطية لتعزيز رصيدهما.
المنتخب الأردني
اعتمد في عملية البناء الهجومي على تحركات شادي أبو هشهش وسعيد مرجان
وبمساندة من عامر ذيب من الجهة اليمنى وعبدالله ذيب من اليسرى ولعب حسن عبد
الفتاح خلف المهاجم ثائر البواب، حيث عمد المنتخب الأردني في تهديد مرمى
نور نصري حارس مرمى العراق على فتح الأطراف والتسديد من خارج المنطقة لكن
الفاعلية الهجومية لم تصل للدرجة المطلوبة ذلك أن الخيارات الهجومية اقتصرت
على مناولات غير نموذجية واشهار التسديد من بعد، فضلا عن بطء أصاب عملية
التحضير ورقابة لصيقة فرضها على عبد الفتاح والبواب ،أحمد ابراهيم وعلي
بهجت ووليد سالم .
ولم يكن المنتخب العراقي
أفضل حالا حيث عانى هو الآخر من بطء في الإيقاع الهجومي وحاول علي رحيمة
وسعد عبد الأمير وخلدون ابراهيم واسامة رشيد وحمادي أحمد خلق ثغرات في
الدفاع الأردني المكون من باسم فتحي ومحمد مصطفى وبني عطية والدميري لتشكيل
الخطورة المطلوبة على مرمى شفيع.
تلك المعطيات
انعكست سلبا على المؤشر الفني للمباراة،حيث ظهرت مشاهد الكرات المقطوعة
وظهر واضحا مدى افتقاد المنتخب العراقي لعناصر الخبرة فيما احتاج المنتخب
الأردني إلى الكثافة العددية في المناطق الأمامية لتشكيل الخطورة المطلوبة
على مرمى نور صبري، لكن الحمل النفسي الزائد للاعبين انعكس على مردود
اللاعبين داخل الملعب.
واقتصرت الفرص العراقية في
المباراة على تسديدة حسام ابراهيم التي استقرت في أحضان شفيع فيما لاحت
للمنتخب الأردني فرصتين خطيرتين من تسديدتين على المرمى العراقي الأولى
استقرت بأحضان صبري والثانية مرت فوق العارضة.
وبقي
سوء التنظيم الهجومي سمة مشتركة لدى المنتخبين، مما أفقدهما حضورهما
الهجومي في المباراة لينتهي الشوط الأول سلبي النتيجة والأداء.
ومع مطلع الشوط الثاني، ظهرت نوايا المنتخبين الهجومية منذ البداية بحثا
عن هدف يحسم نقاط الفوز ويعزز الحظوظ في المنافسة وبخاصة بعد فوز اليابان
على سلطنة عمان (2-1)، حيث تحرر الجانبان من مواقعهم الخلفية واجتهدا في
البحث عن خيارات فاعلة تقود إلى الهدف، وكاد عامر شفيع أن يقع في خطأ كبير
عندما خرج للتصدي لكرة عرضية "أفلتت" من يديه لكن التغطية الدفاعية
المثالية للدفاع الأردني بددت شبح الخطورة مباشرة، فيما كانت تلوح فرصة
خطيرة للواب عندما استثمر كرة ذيب العرضية ليسددها مباشرة وهو في مواجهة
مباشرة للمرمى بجوار القائم الأيسر لصبري مفوتا على نفسه فرصة التسجيل.
المدير الفني للمنتخب الأردني عدنان حمد وجد الفرصة متاحة للفوز في ظل
محدودية القدرات الهجومية للمنتخب العراقي، ليقوم بإجراء تبديلين دفعة
واحدة حيث زج بأحمد هايل بدلا للبواب وعدي الصيفي بدلا لعبدالله ذيب وربما
كان الأفضل لو أبقى على البواب ليلعب إلى جانب هايل لتعزيز القدرات
الهجومية على أن يسحب أحد لاعبي الإرتكاز (مرجان أو أبو هشهش).
تحسن الأداء الهجومي للمنتخب الأردني بعد التبديلين وخلق خيارات جديدة
تقود للأهداف، لتسنح للمنتخب الأردني فرصتين خطيرتين، الاولى عندما سنحت
أمام هايل كرة داخل منطقة الجزاء سددها حسب الأصول لكنها ارتطمت بأحد
المدافعين قبل أن تسكن الشباك، وعاد هايل واستثمر كرة عدي الصيفي لكنه تلكأ
في التسديد وهو أمام المرمى رد عليهما أمجد راضي (البديل) بتسديدة سيطر
عليها شفيع.
الأفضلية الأردنية احتاجت لتركيز أكبر
من اللاعبين في التعامل مع الفرص المتاحة، لكن المنتخب العراقي عمد إلى
استثمار تقدم لاعبي منتخب الأردن عبر ما يخلفونه من مساحات بالإعتماد على
الهجمات المرتدة والتي كان من إحداها يستثمر حمادي أحمد كرة على مشارف
منطقة الجزاء فسددها كرة قوية استقرت على يمين شفيع معلنا تقدم منتخب
العراق بهدف السبق بالدقيقة (85).
ودفع حمد مباشرة
بالمهاجم حمزة الدردور بحثا عن التعادل، وكاد الأخير أن يأتي بالتعادل
سريعا عندما استثمر كرة ضالة داخل منطقة الجزاء سددها لكن نور صبري تألق في
ابعادها، لتنتهي المباراة بفوز ثمين للعراق بهدف وحيد.